الثلاثاء، تشرين الثاني ٢٩، ٢٠٠٥

وِبْتِرْجَعِي

وَقْتِ الْ ما بِتْكوني مَعي ضَلِّ النَّهارِ بْمَطْرَحو أوْ غابِ مَا بْتِفْرُقْ مَعي كلِّ الدَّقَايِقْ وِالْحَقَايِقْ وِالأَماكِنْ وِالطُّرُقْ برَّه الوَعي كلّ اللي تارِكْلي النَّبِِضْ عِشْقي إِلِكْ بَسِّ العِشِقْ وَحْدو ما بيْكفِّي.. ما بيدفِّي.. ما بيرِدِّ البَرِدْ بَدِّي بجِسْمي تضّيْع ديّاتِكْ بدِّي عَ صِدْرِيْ تْموتْ نّهْداتِكْ إِرْجَعْلِكِ، تْكوني مَعي وَقْتا مِتِلْ رَجْعِةْ ربيعِ بْتِرْجَعي عَ شْفافي بيْفتِّحْ زَهِر عَ زْنودي بيْمَشْوِرْ عِطِر بيْجِنِّ عَنْقودِ العِنِبْ تَ بْكَفِّكِ يْبَلِّشْ عِمِرْ عم تسْمَعي؟ عم تسمعي؟ كلاّ عَصِرْ بيْطيْبِ بِجْرارو الْخَمِرْ بِرْجَعْ لَشِلاّلْ السِّحِرْ وِبْتِرْجَعِي

الجمعة، تشرين الثاني ١١، ٢٠٠٥

الحب الأول

بِتْذكّرو هاكِ الْمَسا، مِتْل الْ كَإِنّي عَايْشو هَلّق لَمِّن قَبِلْ ما يْبَيَّنوا النجمات بيّنتي نجمة وحيدة بالسَّما وِمْزَوْزَغِ عْيوني النَّهارِ، وْدَوْبْني شِفْتِكْ كِلِّكْ خَجَلْ عَ الباب وِقَّفْتي دِقّيْتي ع بْوابِ الحِلِمْ، فِتّي دِيّاتِكِ انْمَدّوا عَ حِزْني فَتَّحوا قْفال اللِّغِزْ فَكّوا قَميصِكْ عَ الْهَدا وِ تْفَرْفَطوا الأَسْرار عَ تَخْتي يَوْمَا ما بَعْرِفْ كيف ديّاتِك مَ تِرْجُفْ حَلْحَلوا لْساني ْعَ مَغْزَلِكْ هالماحَدا غَيْري أنا شافو غْزَلْتيلي مِنْ خَوْفِكْ عِمِرْ تاني صِرْتِ الصَّبي اللي بْيِعْشَقِ وْبيحِنّ إِضْحَكْ لَزَهْرِ النَّرْجِسِ وْ زَيِّنْ قَمِيْصي، وْدَفْتَريْ، وْإِسْتَنْظَرِ النِّجْماتْ لمّّن إِجُوا دوَّرْتْ ما لْقَيْتِكْ مِدْرِي انْطَفَيْتي، أو أنا بِبْنامي خِبَّيْتِكْ

الجمعة، تشرين الثاني ٠٤، ٢٠٠٥

حُبّي إِلِكْ

حُبّي إِلِكْ ما غطّ عَ غَفْلة زَقْزق ع شبّاكِك فَتَحْ، قَرَّب قَطَفْ نَقطة عسَلْ مِتْل الْ لَمَحْ خَلْفِكْ قَفَص، غَيَّرْ طريقو وْ غاب جاهِ الشِّتي، هَدّى وْرِجِعْ لاقى المدى عم يتِّسِعْ
حُبّي إِلِكْ صَفّى فَرَاشِة ضَوّْ شَدّو الجَمِرْ، رَفْرفْ تَ حَرْوَقْ جانِحو وَقْتا عِرِفْ ما بْتِنْجدو إلاّ أَيادي الغَيْب آمَنْ بِآلِهْةِ العِشِق، مَدُّوا أَصَابِع مِنْ عِمِرْ عَ الْخُنْصُرِ اتْدّحْرَجْ زََهِرْ
حُبّي إِلِكْ ضَبْضَبْ دَوَاوينِ الشِّعِرْ خَبّى الوَتَرْ تَحْتِ الصَّخِرْ بَحْبَشْ عَ قَمْحات الشِّتي ، زقُّون إِلِك حبِّة ورا حبِّة لمَّا تِعِبْ نَادَاكي تَ تْضِمِّي الجِرِحْ لاقاكي مَ تْزِقِّي الْقَمِحْ
حُبّي إِلِكْ ملاّ الحِرِشْ غِزْلانْ عِطشانة تِسْقيه بِعْيونا طُمُوحُِ وْدَمّ إيْدو عَ قَلْبو عْلَيْها مِنْ دِيب الْعَطَشْ والجوعْ قَرَّبْ عَ نَبْع الميّ تَ يْعبّي
بْقَلْبو لَمَحْ في ديب مِتْخَبّي
حُبّي إِلِكْ ما كان فيه يْعيش لَوما الشِّعر مَ يْرِدّ لَجْناحو الفَضَا حُبّي إِلِكْ هوِّي أَنا، عَصْفور وِفْراشة وْنَمِلْ حتّى انْ قََلََبْ وَقْتِ الْمَعَارِكْ ديب بْصِدْرِك ع آخِر هَالْمَسَا بيْطيب

الأربعاء، تشرين الثاني ٠٢، ٢٠٠٥

بيمرق عليّي العيد

بيمرق عليي العيـد صوتي منجرح.......ما في حدا ت عايدو إلا الصدى ما في أهل عدّون ع صابيعي الصبح......ت يكمّـلوا خرجيتي ورد وندى لا وْشوش تضحك ضحكتا بلون القمح...لا قْـلوب تتصافى وأماني تنهدى بْنشقى بهالغربة تَ نِتْلاقى الفـرح.......لمّـا بْيِجي يوم الفرح ما في حـدا يا ريت لو إرجع طفل عمري هني......وكل الْ جنيتو يروح يدريه المدى

الثلاثاء، تشرين الثاني ٠١، ٢٠٠٥

حب من طرف واحد

شو همّ لو حبيت ماانْحبيت نفس العِطِرْ بالليل بيسافر نفس الوَتَرْ مَشْدود ع الآخر شي تِلْمِسو بيْجِنّ بيرَتِّل شِعِر نفس القَصَبْ مَبْحوح ما بْتعرفْ كنّو مَ يشكي للقَدَرْ ولاّ مَ يستَقْبِلْ مَطَرْ يِمْكِن إذا بِزْعَل عَ شي إنّك إِنِتْ برّات هالجنّة ما تحسّ شو عم حسّ إنك ما تِسْتَطْعِمْ مَعي هالسِّكَّر الرّشّو الهوى ع شْفاف إيّامي إنك ما تَعْرِفْ يا قَمَرْ شو بْشوف بِبْنامي كَنّك ما دِقْتِ الحبّ بِدعيلك بِنَارِ العِشْق روحك حَرَام تْضَلّ بردانة وقتا إذا بْتنحَبّ.. ما بْتِنْحبّ صدّق يا أغلى الناس ما في فَرْق

الجمعة، تشرين الأول ٢٨، ٢٠٠٥

حب عابر

كانِ الْعِشِق يَوْما مْعَذّبْني قاطِعْ عَنِ وْراقي الْهَوا وِالضّو جيتي بْطريقي بْنَفْسَجة وِمْتَوَّجة بالشَّوْك أيّا طريقٍ لْ وَصَّلِك عَ جْنَيْنِةِ جْروحي؟ أيّا حنينِ لْ سلَّمِكْ روحي؟ مِنْ عَلَّمِك.. مِنْ وَصَّلِكْ عِنْدي؟ أيّا زَهِر.. أيّا عِطِر.. أيّا رَوايحْ هيل وَدّوكي؟ ت غفيتي ع زندي عم بسأل وبعرف مَ رَحْ أعْرِف بَسِّ لْ بَعِرْفو اللّيل مِنْ وَقْتا انْدلق عبّا الْفَجِر كاسات من خَمْري وبنار من جَمْرِ الهوى دوّب - ولو نتفة - تَلِجْ عِمْري

الثلاثاء، تشرين الأول ٢٥، ٢٠٠٥

مجبور يومي بالأمل

كنا م نستنّى العشب جابوا الحرب كنا م نستنّى الشتي جابوا الطمي يبّس صِدِرْ عِشتار تمّوز انْخصى هدّوا الجِسِر زتّوا الحِلِم بالبير نحْروا اللي جرَّب ينْتِخِي يرخي الحَبِلْ هِرْبت غيوم مخصّبة.. سدّوا السما ما عاد في مَنفد متل الفرس هربانه صرنا بْلا طريق وْلا مدى حتى إذا مرّات نتلفّت ورا ما في حدا
إلا كَلِب جربان م يفتّش ع عضمة بالخراب شي فتّحوا بواب السِّجِن هجّت بشر.. فاتت بشر نفْس الوجوه الكالحة ونفس السراب شي فتّحوا بواب الوطن فاتت بشر.. هجّت بشر شي فتّحوا بواب الإله تْبَهدلوا الضّحكات ع شفاف الرباب وتزنّرت سالومي بالساطور والعفّة صفّت مسافات النفي أكبر
...
...
... بس الحقيقة الباقية بتضل إني أنا بقيان إتْلاقى بْبَشَر متلي في عندون وعندي أمل ت نعيش أو ت نموت حتى نعيش

السبت، تشرين الأول ٢٢، ٢٠٠٥

هجرة

في شي غلط كِلْشي غلط يِمْكِنْ بسِّ الْغلط فوق الغلط خلاّني لاقي الصحّ خلاّني أعرف ليشْ جِلْجامِشْ سَلَكْ درْبِ الْعَتِم تَ بْقلبو لاقى الضوّ إنتي بتعرفيني إذا بدّي لَبَنْ عَصْفور رَحْ لاقي وقت الْ مَ بدّي موت رح بِبْقى، وْأنا باقي لكن إذا بلّش حنين الغيم ينساني وِتْحَرْطَموا مْواجي ع صخْرات الصَّبِرْ ما ضلّ ع كْمامي عِطِرْ وقتا رَحِ بْقلِّك خلص ما عاد بقّى بهالعُمِرْ إيّام تستاهل غلط *** طيِّب إذا إنتي مَ عد بدِّك حدا حدِّك حتى اللّي كانوا يصابِروا قدِّك.. مَ عَدْ بدِّك شو بسوّي بِشْروشي لَكَنْ شو بِعْمُلِ بْكفّي اللي ما لاقت قمِح شو بعْمُلِ بْدمِّي اللي ما لاقى جرِح شو بعمل بليلي اللي ما لاقى الصِّبِح مو باقي إلاّ صوت دعْساتي لآخرْ هالعَتِم ماشي ع ضوّ نْجوم ذاكرْتي صفِّط صُوَرْ وِذْنوب ومشاوير وِعْيون مَ تْشتّي *** حزني أنا بهالليل من حزنك خوفي مِتِل خوفك نبضي صدى نبضِك سامع أنين الريح ع بْوابي شفتي إذا ما تْسَكَّرِ الشِّباك ع الآخر كيف الهوا بيئِنّ ع طْرافو متل الولد ياللي انسرق منّو الفرح صفّي نهر مالو أرض، مالو سما، مالو حدا حتى الحضن، بعدو الحضن، بعدو الحضن يِصْفى صَخِرْ داشر بِهالنهر اللي ما بيعرف مدى

الأربعاء، تشرين الأول ١٢، ٢٠٠٥

ورق

قِـلــتــي: خــلـــص كلشي انكتب بيناتنا ماضي ومرق كل اللـي باقـي هلّق شويّة ورق
رح إحرقون
ونشـرتـي مـوتـي ع الــورق مــن يومـتـا قلـبـي احـتـرق وبـمـطـرحـو اتـعـبّــى ورق

الاثنين، تشرين الأول ١٠، ٢٠٠٥

يا شامة دليني ع طريق الشام

يا شامة دلّيني .... عَ طَريق الشّام
عَ تْرابا ودّيني ... أَحْلى مْنِ الأحلام
***
رِدّيني لَزْهوري .... لَعْصافير الدّوري
لاقي الوَرْدِ الجوري .... إشكيلو الإيّام
***
ردّيلي الزَّيْتونة .... وِوْراق اللَّيْمونة
هالشَّوْقِ البِعْيوني ... غَنّيلو تَ يْنام
***
زادوا سْنينِ فـْراقي ... وما بَعْرِفْ شو باقي
حتّى إِرْجَعْ لاقي ... أَحْبابي يا شــــــــــــام
***
يا شامة دلّيني .... عَ طَريق الشّام عَ تْرابا ودّيني ... أَحْلى مْنِ الأحلام
***

الأربعاء، أيلول ٢٨، ٢٠٠٥

من وحي أبو علي بودلير

من زمن طويل كنت أقرأ بودلير (أزهار الشر) وخطرت لي ترجمته بشكل شعر، ولكني هذه الأيام بعد أن أعدت القراءة، أشعرني بودلير أنه زجال منبري لمن يود قراءة الأصل بالفرنسية وترجمته الانجليزية، هاهو الرابط وهاهو اقتباسي : بْليلة تغنّى الخمر جوّه الخوابـي وقـال
رغم الحبس والأسى وبرد الحجر عندي من ضوِّ روحي أنـا بهديـك هالمـوّال
يا رفيق ما لو حدا حبّـو صـدق قـدّي *** سقيوا كرمهم عرق ودموع أحلى النـاس
بعرف أنا ع العنب شو جدّوا واجتهـدوا تعبوا ت وهبوا حياتي روح من ألمـاس
كرمال عينون أنـا المعـروف رح ردّو *** قديش بفـرح إذا دمّـي انهمـر شـلاّل
جوّه صدر منهلك تعبـان مـن شغلـو ما عاد إرضى البرد بجرار من صلصال
بدّي بصدرك انقبر مافـي قبـر متلـو *** كرمال يضْوي الفرح بعيون مين حبّـك
رجِّع لتمّ الصبي بسمـة طفـل فرحـان رح صير ترياقك ورجّـع دفـا قلبـك
سلّم حياتي إلك يا رفيقـي يـا إنسـان *** بجوفك يا شاعر ع أكل الآلهة مفطـور
دمي انهمر بالشعر فكرك نـزل شـلال وحدو العشق للشعر ببدر شتايـل نـور
تطرح ورد للسما يعلا ت خـدّا يطـال
***
قصيدة أخرى، وربما يكون هناك قصائد قادمة، هي طائر القطرس، تجدون الأصل على هذا الرابط، وها هو اقتباسي:
إيام أهل البحر بدّون ت يتسلوا... بيصيّدوا القطرس طْيور البحر هالجانحا بعرض السما، بيتسابقوا بهالجوّ بيضلهون، ما بيزهقوا، عم يلحقوا الأسفار.. خلف السفينة المارقة فوق الألم والنوّ *** أول ما توقع هالمُلُوك الجوّ ع رصيف السفن شو مبهدلة شوضعيفة بتصفّي حتى جناحا الأبيض الجبّار بيصفّي سجن ما بيتركا خطوةْ مشي تكفّي *** ما أضعفو وشو كان فوق السّما كلشي إلو ما أبشعو وشو كان من قبل ما يوقع حلو بحّار بيطفّي ع منقار الضحيّة نار غليونو وتاني ع مشيو بيضْحك وبيقلّد جنونو *** متلك أمير الغيم هالشاعر وسط العواصف ما سأل عن شي لكن ع هالأرض انتفى حولو الضحك داير وجْوانحو ال قدّ السما عم تمنعو يمشي ***

الجمعة، أيلول ٢٣، ٢٠٠٥

من وحي أشعار أطفالي

هي مقاطع صغتها من كلمات وعبارات قالوها وأبدعوها.. طبعاً، أطفالي لا يكتبون الشعر، ولا يعرفون حتى كلمة الشعر، ولكن بين الفينة والأخرى يقولونه دون أن يدركوا ذلك: - أمي - ع شغلك روحي يا إمي أنا كبرت وصرت بعرف بَعِدْ مَ تخلّصي شغلك أكيد بترجعي إمي *** - جدّو - يَ بيّي جدّي في عندو شجر زيتون وصنوبر إلو الوردات والتلة يَ مَ حْلى عيشتو جدّو *** - مرجوحة - شفت ببنامي مرجوحة وأنا مَ تْمرجح وغنّي إجا بيّي دفشني شوي لجنب الغيمة وصّلني
***

الجمعة، أيلول ١٦، ٢٠٠٥

بين الشعر والغناء

هل يمتلك الشعر العامي من الأدوات ما يمكّنه من الوصول إلى تقديم مادة ثقافية شعرية ركيزتها الأولى هي الصورة والتعبير؟ أم أنه سيظل مراوحاً في منطقة الفن الشعبي المرتبط تحديداً
بالموسيقى المباشرة، بالشكل المعروف الذي يحض على الغناء والطرب؟؟ بداية، للموضوع شقان: الشق الأول هو موضوع المزاوجة بين الشعر (المحكي في حالتنا)
والموسيقى بأوزانها وإيقاعاتها الناظمة للحروف والقوافي والكلمات، والتي تتبع أوزاناً
عروضية تختلف في صرامتها بين التفعيلات المجزأة والبحور الشعرية المعروفة. الشق الثاني، حول قدرة اللهجة المحكية، وبغرار الفصحى، على تكوين مادة شعرية جديدة لا ترتبط شرطاً بالموسيقى المباشرة. في الشق الأول، اسمحوا لي أن أبدي دهشتي من هذا التطرف الذي أراه من بعض شعراء
الحداثة إزاء مزاوجة الشعر بالموسيقى التقليدية، تلك التي تتطلب من صائغ الكلمات أن
يضعها في قالب من الصنعة موزون ومقفّى. ودهشتي لا تتأتى من إيماني بضرورة وجود هذه
المزاوجة، بل من ثقتي بأن الجيد من الشعر يمكنه أن يأخذ أي قالب، سواء ارتبط هذا الشعر
بالتفعيلة والوزن أم تحرر منها
طبعاً، لا أتحدث هنا عن أشعار هي في النهاية صف كلمات بشكل رياضي تخرج علينا في
النهاية بشكل قصيدة، وهي أبعد ما تكون عن الشعر. لاحظوا معي أن صف الكلمات بشكل حر
فيما يشبه القصيدة الحديثة وارد أيضاً. العبرة إذاً ليست في الشكل، بل في المضمون. في الشعر المحكي، كما في الشعر بالفصحى، هناك قصائد مغناة تذوب رقة وانسياباً، وتقدم
مادة شهية للفكر بالرغم من ارتباطها الوثيق بالوزن، لا بل حتى بالتفعيلة العروضية، ولعل التجربة المصرية في هذا المجال هي الأقوى والأبرز. كمثال على هذه القصائد، سأضع مقطعاً من قصيدة للشاعر مجدي نجيب من ديوان صهد الشتا: مركب ورق .. خدني معاه .. طفت ف قلق وشربت آخر الليل عرق ورجعت كلمه ف وش دنيا من نحاس صدّت عليا بسمتي برضك أنا ..؟! لكن خسرت الريح وصاحبي و القمر وخسرت حتى حسرتي كما نلاحظ، فالشعر هنا يلتزم بالتفعيلة (مستفعلن)، ويلتزم بالقافية، ولكن هيهات أن تكون هذه الأبيات مجرد صف كلمات أو مجرد دعوة تقليدية للطرب بطرقه التقليدية المعروفة. بل ربما من الطريف هنا أن أذكر أن أشهر الأغاني المسلوقة التي نعرفها، والتي وضعها
كتاب للأغاني لا يمتون للشعر بصلة، لا تلتزم في حقيقة الأمر إلا بقافية مصطنعة، وأوزانها
مكسورة تماماً، وتعتمد في تلحينها على مطمطة بعض الحروف والمقاطع، وهذه عموماً
أغنيات وكلمات لا تعمر طويلاً. في المقابل، بقيت في ذاكرتنا جميعاً أغنيات كتبها شعراء ممتازون كرائعة ميشال طراد
( رح حلفك بالغصن يا عصفور) ، والتي غناها كما هو معروف الرائع وديع الصافي، وهي
قصيدة موزونة، تتبع مجتزئات بحر الرجز أيضاً.)تجدون على هذا الرابط تحليلاً ممتازاً لهذه
الأغنية من جهة البناء الشعري والموسيقي) نصل الآن إلى الشق الثاني: هل ارتباط القصيدة المحكية بالموسيقى إلزامي لهذا الحد؟ وهل خلا ديوان العامية من تجارب
تركّز على الفكرة والصورة والموسيقى الداخلية، ولو على حساب الموسيقى التقليدية بما تتطلبه
من التزام بالوزن والقافية. أعود إلى كنز مجدي نجيب، فأضع بين يديكم هذه الكلمات: حبلوا ف سابع يوم .. مش تاسع شهر وف كل جنازه .. اتلموا جنب الميت .. ولا شاوروا ف يوم ع البطن يمكن كانت بنت ..؟؟ لأ .. كان واد .. كان عيّل عمره ما راح الكُتاب لكن بيموت م الحرف حبلوا ف سابع يوم .. مش تاسع شهر؟؟ ولا شاوروا ف يوم ع البطن يمكن كانت ليله ف حضن القهر الخوف عيّل ولدوه الرجّاله ؟؟ إزاي ..؟ ماعرفش هل يستطيع أحد أن يدّعي أن هذه الصور الرائعة قد خضعت لقيود الوزن والقافية؟؟ أليس
العكس هو الأصح؟؟ وأن الإحساس بالوزن، وورود القافية جاءا فقط في المكان الذي لا يحول
دون إظهار الصورة؟؟ من تجربتي القصيرة والمتواضعة، لاحظت أمراً نغّص عليّ فرحتي القصيرة ببعض النصوص
التي كتبتها (وهي عموماً باللهجة المحكية)، هذا الأمر هو أنني لم أستطع أن أصوغها في لغة
أخرى دون أن أفقدها ما لا يقل عن خمسين بالمئة من قربها من الشعر!! أذكر أني قرأت يوماً أن مسألة الترجمة هذه كانت من العوامل التي حفزت بعض شعراء الحداثة
على الخروج من سطوة اللغة، والتركيز على بدائل أشد ثباتاً. منذ وقت ليس بطويل، قرأت بعض أشعار أدونيس باللغات الثلاث، ولا أعلم إن كان هو أم آخرون
من قاموا بالترجمة، ولكن النصوص كانت كلها تفيض شعراً، والمثير للدهشة أكثر أن الترجمة
كانت شبه حرفية!!! أعتقد أن جزءاً من هذا التناقض بين الشعر والغناء هو مع الموسيقى، ومع الغناء تحديداً، قبل أن يكون مع الشعر، فالغناء العربي لم يخرج بعد من قوقعة المطرب والكورس، المغني
والمرددين، وهذا ما يخلق دعوة دائمة إلى صوغ قصيدة تستجدي هذا الأسلوب. يقال أن سيد درويش كان يلحّن مقالات الجرائد، ولا أظن أن الأذن تنتبه إلى أن أغنية المحبة التي شدت بها فيروز هي نثر صرف كما هو معروف. فهل هذا العناق المؤجل بين الشعر (بصرف النظر عن لغته) وبين الغناء، هو في النهاية رهن لتطور الذوق الغنائي والموسيقي، وظهور أشكال جديدة ثورية ترفضها حتى الآن الأذن العربية؟ وددت أن أنوّه في هذا الصدد إلى تجربة فريدة وجميلة لم أكن على اطلاع كاف عليها لولا أن
شاهدت صدفة بالأمس ريبورتاجا ً مطوّلاً عنه، ثم بحثت في الانترنت، فوجدت ما أدهشني ولربما

الثلاثاء، أيلول ١٣، ٢٠٠٥

رقص

مو معصمك لأ شي إله من السِّكِر دودَخ م َ يترنَّح وِعَ إصبعو راسي مَ يتمرجح ناطر أنا ت كفّك يزتِّ الزّهر يا بترفعيني ع السما يا بتشلحيني ع الجمر *** حبّة مسك خلّيني سرسب من دفا جيدك ع كتفك ع الصدر يرميني نهدك ع الخصر.. عجِّل هدّي ع تلّ من السّحِر إحتار لو كمِّل إحتار لو إرجع قضِّي مع "الضُم ضُم" شي برمة خصر أوّل ما ينقر "تك" إتلاشى *** إبهام إجرِك يرسم مواج البحر ويهيم باللوحة تتمايلي تصطف ع زنودك طيور مشكّلة تشرب عرق جسمك خمر *** بين الندى والليل في صحبة عمر شو تمشوروا بشعرك سوا جنّ الشعر لزّق ع خدّك بوّسو وانسلّ ع الشفّة خصلات بدّون يلحقوا مهبّ الهوى وخصلات بيحبوا الأسِر

السبت، أيلول ١٠، ٢٠٠٥

بعد الصخر

بعْد الصّخِر بكتير.. ودّاني درب جرْوَح بَطِن كفّو الدّهِر غِلّيت بالغاب وتهت..
* * *
مشِّي معي، بوغْنان، ت نحوِّش عِطِر ت نعفِّر الدوّام، نشويه المسا نحنا ومَ نطحن ذاكِرة للريح، ونْحمِّص ع هالصّوبا شِعِر
* * *
نَفْنَفْ على كْتافي الشِّتي خشخش تحت إجري الوَرَق عربش على تميّ العسل غطّ الحجل يشرب نَبِع كفيّ
* * * واوي ورا الدّيسة نبق
حََرْكَش ت قفّطّني
هرِّ الورد منِّي
هجّ الحجل عنِّي
زمّو
و
و
و
و
ر
فيّقِني
* * *
لأ مو حلم
وقِّف ت نحكي شويّ
قِد لو حلم
شو وصّلا
يا صاحبي
ع جيبتي
هالكمشِةِ قْرون جْدَيّ
====
غليت: دخلت
نفنف: هطول المطر الخفيف
بوغنان: زهر بري
نحوِّش: أي نقطف أو نجمع
الدوام: وهو ثمر البلوط، وهو لذيذ الطعم في جزئه المتصل بالشجر، وباقيه مر، وغالباً ما يؤكل مشوياً لتزول مرورته
الصوبا: المدفأة وسط الغرفة أيام الشتاء، وغالباً ما تعمل على المازوت
خشخش: أصدر صوتا كصوت الحبيبات ضمن الوعاء
عربش: تسلّق
غط: هبط، وتقال عن الطائر
واوي: وهو الثعلب
الديسة: شجر شوكي بري
نبق: ظهر بغتة
حركش: أصدر ضوضاء
تَ: حتى
قفطني: أي باغتني، أصابني بالذعر أو بالمفاجأة
هرّ: سقط
هج: رحل
قِد: ابتدائية في لهجة المنطقة
كمشة: قبضة أو كمية صغيرة
قرون جدي: نبات بري من البقوليات، صغيرالحجم، ينمو بجانب الصخور في الأماكن الظليلة والرطبة

الجمعة، أيلول ٠٩، ٢٠٠٥

هدّي يا هالإيام

هدّي يا هالإيام... لا تركضي فيّي خايف لَ شمسي تنام... ما تشرق عليّي هدّي ت قضّي نهاري عم غنّي هدّي ت خلّي مسكني جنة هدّي ت ترويني حبيبتي وترتوي مني هدّي ت شوف زغيري عم يكبر هدّي ت ضمّو وبوّسو أكتر هدّي ت إرجع بالعمر متلو صبي زغيّر هدّي ت مرّ نهار ع إمي طعمةّ عروس السكّر بتمّي هدّي ت حوّش من حضن ورداتا شي ضمّة هدّي ت ستّي تكمّل القصّة بين الحرف والحرف في غصّة هدّي ت أعرف جدّي يوم الغاب شو وصّى هدّي ت زور الصخرة مع بيّي عرِّج ع درب حجارو مدريّة إركع ت كفّو تعطِّر الوردات حِنِّيّة هدّي يا هالإيام... لا تركضي فيّي خايف لَ شمسي تنام... ما تشرق عليّي

الثلاثاء، أيلول ٠٦، ٢٠٠٥

زمقاع

الصورة استعرتها مع الشكر من موضوع جميل هنا والزمقاع هو حشرة الزيز قصة الزمقاع معنا، نحن الصبية، كانت مؤلمة، فهو حشرة رائعة الجمال ذات رأس ذهبي، كنا نسرقه من الشمس ونضعه في علبة كبريت، ثم نعلقه من رقبته بخيط ونتركه يطير لنستمتع به، إلى أن يموت بعد قليل - مع الأسف الشديد -ذلك الصبي يمارس عليّ اليوم نفس الهواية الشيطانية مسلوخ عن حلمي فقت كل اللي علّق بالدّبِق زِمْقاع بعد الشمس والفيّ والنسمات عصّوا دهب راسو ببرد علبة وبخيط علّق رقبتو بإيدو الطفل لعبة كلاّ عصر يمكن شي كمشة ليل وبيسكت جناحو الورق وبيزعل عليه الصبي وبينام وبيحلم

الاثنين، أيلول ٠٥، ٢٠٠٥

رحيل

غزّ العَلَم بالتلج، ما ارتجّ الضّجَر
مرّه بعد مرّه انقهَر
لفّ الهوى بْكوفيِّتو الحمرا
نشّب ع عين الشمس بجناحو الشمِع
والبيّ شردق بالدمع
======
غزّ: غرز
نشَّب: طار كالسهم
شردق أو تشردق: عندما تدخل اللقمة (أو الدمعة) خطأً في مجرى التنفس

الأحد، أيلول ٠٤، ٢٠٠٥

قضوضة الزعتر

نص السما رْمادي نص السما أبيض والورق مالو عرْق يرقص دواير ع الشجر، ميّت وبْسينه جوّاتو جوّه الرسم قاعد صبي براسين غافي بفيّ التين تمّو مجلغم من أتر قضّوضة الزعتر تارك لبكره أطيب القضمات فاق الصبي سمسم ع إجر بسينتو اللي فوق والريح طفشت بالخبز والمشهد تشربك والمشهد تحرّك
=====
عرق الورقة هو الساق الذي يصلها بالغصن
بسينة: قطة
تمّو: فمه
مجلغم: متسخ أو ملطخ بشكل فوضوي
قضوضة: صندويشة ... أو الشاطر والمشطور..الخ
الزعتر: هو نبات بري يصنع منه بخلطه مع السمسم والسماق، ثم يرش ضمن القضوضة، ليأكله الأولاد بعد دهن الخبز بزيت الزيتون
تشربك: اختلط

هروب غير موفق

أنا رايح لا تشتقلي لا تغمزلي لا تغريني بقوافي ما إلا شغلة ولا عملة خلص ما عد بقى في شي خرج ينقال لشو يا حرفي تتلغبص بهالموّال كلام الإنس مو شغلي كلام الجن أهين لي إذا الركبان ما بقّوا إلك معنى لشو المعنى كلام الغيب أهين لي كلام بيرسم الكلمة بألف معنى وبلا معنى

الثلاثاء، آب ٣٠، ٢٠٠٥

الجمعة، آب ٢٦، ٢٠٠٥

رسالة من الجنة

بتذكّرِك يا غربة الأحلام
كل ما البحر غسّل ملح جرحي بملح
بتذكّرِك
همس الشتي والجاز ومْواج الهدير
غلّوا سوا بدمّي
والكف خربش ع الورق
والخربشات تشكّلوا
موج وصدف
لما الحلم ملّ السكن
هجّوا اللي كانوا يخيّطوا حكايات
واستسلم التنّين للشاطر حسن
خلصوا الأحاجي وْهَي
قاعد م إسمع جاز قدامي الشتي
ما عاد خربش ع الورق كفّي
غطِّ الحلم
هجّ الحكي
====
هج: رحل
غط:هبط، وتقال عن الطائر

السبت، آب ١٣، ٢٠٠٥

ضاع المهد؟؟

برّه المهد وشوش حدا يمكن أنا.. يمكن صدى معقول إزرع بالفلا وكفّي أرِض معقول يسقيني الطمي وبزّ المدينة طايف بتمي عسل وِعْيون أصدق من أغاني المهد تغزلني أمل فستان أبيض من صباح الفل والزنبق معقول ما إعشق متلي أنا بيعشق عشقي بيتصدَّق بس العشق غيّة شو عرّفك ما تكون جنيّة من هالحكايا النايمة بحضن المهد تخنق حنينك والوعد وشوش حدا ضاع المهد بعدو حدا وشوش حدا ضاع المهد ضاع المهد وشوش ت خزّق مسمعي ردّ الصدى وِبْلحظتا دقّ المطر: - ضاع المهد؟؟؟ - ما ضاع يا بْنيّي - مو شايفو!! - ليكو، ليكو ببطن كفّك

الخميس، آب ١١، ٢٠٠٥

نص كاسي المنتلي عشق وضنا

نصّ كاسي المنتلي: ساعة هَنا واللي فاضي برسمو نصّ كاسي المنتلي: عشق وضنا واللي فاضي بحلمو نصّ كاسي المنتلي: كلمة صديق نصّ كاسي المنتلي: قلبي البريء نصّ كاسي المنتلي: ضوّ الطريق واللي فاضي.. واللي فاضي.. واللي فاضي... بكتمو *** يا شمس بكره اوعديني بالندى يبلّل حنيني بالبيادر من يميني بزرعي يضحك موسمو نص كاسي المنتلي: عشق وضنا واللي فاضي.. واللي فاضي.. واللي فاضي... بحلمو *** كاسي حلاّها زماني بالورود اللي هداني بيتي غنّى بالأماني والبشاير نسّموا نص كاسي المنتلي: عشق وضنا واللي فاضي.. واللي فاضي.. واللي فاضي... بحلمو *** يا صديقي ضوّي قلبي بالسّنا ترشّو ع دربي صوتك الدايب محبّة لنهاري.. مبسمو نص كاسي المنتلي: عشق وضنا واللي فاضي.. واللي فاضي.. واللي فاضي... بحلمو

الثلاثاء، آب ٠٢، ٢٠٠٥

التمثال

جوّه البَحِر شو في مَوَاويل وشِعِر شو في عرق شو في صَبِر شو في مراكب تَوَّها حِزن القمر شو في حكايا جرَّحا برد السّفر شو في بشر ملّوا السّهر ناموا بفيّ الليل يستنّوا القدر *** ما في بْحلاها كان هاك السفينة الضاع رسما من الزمان أحلى ما فيها ع البرج تمثال مدري من المرمر مدري شغل صلصال ما بينوصف مهما خيال الشاعر يودّي ما بيقدّي وصفو وِقِف حدّو الشعر ما في شعر ينقال *** قالوا اللي صنعو كانوا فنانين كانوا نوابغ كانوا خلاّقين قعدوا ليالي يشكّلوا الأشعار بالصلصال ويكوّنوا الأنغام بالمرمر حِكْيوا بَعِدْها الناس إنو الرب رشرش قِدِرْتو ع الحجر نزّل ملايكتو وأمر حطّوا بقلب المرمراية قلب *** وهيك اللي صار وكان هاك السفينة الضاع رسما من الزمان كِمْلت بحسنا وْصارِتِ مْحَطّ النظر ما في بجمالا عين شافت.. والقمر ودّى رسايل ضوّ من قلبو لهالتمثال المتل الشِّعِر يضحك مع الغيمات ويغازل النجمات ويحكي مع الشَّمس الوليدة أجمل حكايات *** وبليل ما بيعرف قَمَر هاج البَحِر كسَّر شراعات الصَّبِر والخوف كشًّر.. بيَّن نْياب الغَدِر والموت زَحْلف ع العِمِر *** دبّ الهلع بين البشر والموت عربش ع القدر صرخوا البشر: قبطان نجّينا!! قبطان قلبو من حجر خاض بمعارك وانتصر قال لون يا بحارة اصمدوا قوموا معي يا رجال ت نكسّر التمثال زتّوا الحجر للموج زتّوا الشعر زتّوا الفرح والحزن خلّوا الوحوش تكنّ *** وهيك اللي صار وكان وصارت سفينة غاب رسما من الزمان بقلبا بشر يمكن بشر ملّوا السّهر ناموا بفيّ الليل يستنّوا القدر

الثلاثاء، تموز ٢٦، ٢٠٠٥

حكاية تحدث كل يوم

منذ حوالي أربع سنوات، كنت أعمل كاستشاري برمجة في شركة اتصالات كبيرة. بعد أيام من بدء المشروع، فوجئنا بوجود شخص عريض المنكعين شلولخ، يجلس بشكل دائم
وراء حاسبه الشخصي، قريباً من القطاع الذي يعمل فيه فريق عملنا، ضمن الصالة الضخمة. لم نكن نعلم إن كان هذا الشخص من فريقنا أم لا، ونادراً ما كان أحد من مدراء ومسؤولي
المشروع يسأله عما يفعل، واستمر الأمر على هذا المنوال لعدة أسابيع، إلى أن فاجأنا
أحد المشرفين على المشروع بأن عريض المنكعين إياه سوف يعطينا محاضرة
في أساليب ضمان كفاءة منتجنا البرمجي!! بعد إظهار دهشتنا وفضولنا، أخبرنا المشرف إياه أن فابيانو (وهو اسم الشلولخ) يعمل معنا
في المشروع منذ عدة أسابيع، وأنه منكبٌّ مذّاك على دراسة موضوع ضمان الكفاءة البرمجية!!!! المهم، أتت المحاضرة، وكانت فضيحة بجلاجل، أخطاء بالجملة، كلام شخص لا يعرف
من البرمجة وعلومها الحد الأدنى. أصدقائي البرازيليون، المهذبون جداً على فكرة، أبدوا ردود
فعل خجولة إزاء تخبيصات الأخ، أما أنا فلم أتوان عن السخرية منه مباشرة، وفي لحظتها!! من يومها، أصبح فابيانو نكتة الموسم لدى أفراد الفريق العامل في المشروع، ولكن مشرفي
المشروع استمروا في تشغيله، وبراتب أعلى من جميع العاملين!! استمر هذا الأمر حوالي ثلاثة أشهر، وشيئاً فشيئاً، بدأ نسيمات العقل تهب على رؤوس مشرفي
المشروع، وأدركوا أن هذا الشخص لا يقدم شيئاً على الإطلاق للمشروع، وزاد في هبوب
النسيمات تململ الفريق من وجود هذا الشخص، ولكن هذا لم يجعل مشرف المشروع يصرفه،
بل أنه فضّل أن يوكل إليه مهام بسيطة في البرمجة!! هنا بدأ مسلسل المفارقات الضاحكة، الرجل لا يفقه ألف باء البرمجة!!! أصبح مضرب الأمثال
لدينا حتى أن اسمه الاختصاري في الشبكة (فرنيك) أصبح مرادفاً لذلك الشخص المتطفل على
المهنة، بل أننا اقترحنا إضافة الفعل(Farnicar)
إلى اللغة البرتغالية كدلالة على النصب على رب البشر والتطفل على مهنة الانفورماتيك!! المهم، استمر الحال هكذا بضعة أشهر أخرى قبل أن يقرر مدير المشروع صرفه من العمل،
يومها كان صاحبنا قد حصل على وظيفة بأجر أعلى في Ericsson،
علمت لاحقاً أنه لم يستمر فيها إلا بضعة أسابيع، قبل أن ينتقل إلى شركة أخرى كبيرة،
وهكذا دواليك!!! اليوم، أتت من جديد سيرة هذا النصاب، لقد افتتح موقعاً ومدرسة من بتوع الروحانيات!!! يدعي في موقعه أن يشفي الأمراض، ويحل العقد، بالإضافة إلى إعطاء دروس ومحاضرات
بهذا الشأن!!! هاهو موقعه!!

الثلاثاء، حزيران ٢١، ٢٠٠٥

خلص الزعل

خلص الزعل نزل القمر شلال يغمرني بالورد يغسلني رجع العطر بالليل ينطرني بسمة على شفاف الصبح بالشمس توعدني بقطر الندى باللون بزهور الأمل خلص الزعل يا قلب.. إي خلص الزعل خلص الزعل صار المسا أحلى صار العمر أغلى حدّ السما أعلى عمري، بعد مرة، ابتدا قدّامي شو امتدّ المدى رجع المجد للحب لبيوت الغزل خلص الزعل يا قلب.. إي خلص الزعل خلص الزعل ما عاد إرضى يعتّب بداري دار الفرح داري هجّت طيور العشق من صدري وغطّت على صدرك غنى الهوى من جنون أسراري غنى الهوى وانزاح عن قلبي الوجل خلص الزعل يا قلب.. إي خلص الزعل

الأربعاء، حزيران ٠٨، ٢٠٠٥

إليك يا مصر، إليكم يا صنّاع النور

مرق طيفك حضنّي... رسم حلمي الندي أنا الشامي وندايي... على أرضِك غدي
أنا الشامي وحنيني... لأرض النيل يحكي لرفقة حملوا همّي... لإم زغيرا تبكي
أنا الشامي ويقيني... شمس غدّي بيمينك فجر لوني رسمتي... عتم دربي أنينِك
يا سمرة لو عطشتي... جذورك مدي فينا أنا الشامي وبغنّي... لأحلى بكره لينا

الاثنين، حزيران ٠٦، ٢٠٠٥

عندما يقرأ نبيل مرآة نفسك

من الشاعر الصديق فوزي غزلان، كتبها في منتدى مدن

شرف لي أن يجتهد شاعر وناقد بهذا التحليل الدقيق لكتاباتي، وهي شهادة سأعتز بها ما حييت علي الرقماني / نصفُ الإلـه لسـتُ أفهم في فنّيات شعر العامية ، لكنّـه ينسـابُ إلى دمي نشوةً /مثلُ حشيشٍ زهرة ........فكيفَ وإنْ جاءَنِي من شـاعرٍ مثلُ علي الرقماني ؟؟...... وعلي شـاعرٌ يُتقنُ حتى اختيارَ حرفِ رويـهِ فيناسب موضوعـه ليبلُغَ العمقَ فيـنا . ذلكَ يدفعُنِي إلى سـطوحِ الفضاءِ تفاعلاً وانْتِشـاءً فأتذوّقَـهُ حتى البكاء / ثم حتّى نشوةِ العنـاقِ بعدَ تيـه ........... لم يتركْ علي غرضاً إلاّ وكتب فيـه . الحبّ ، الحرّية ، الغزل ، الوصف ، الحزن ، الوجع ، الشوق ، الحنين ، الحرمان ، والوطن ........ أفلحَ فيها جميعها ، بل كانَ فحلاً لا يُقارَع .......... أفلحَ في غنائيتـه وفي شعرية المفردة والعبارة .. فأوصل أكمل الجماليات والـمتع لتحفر في أذواقنا حفرَ الماءِ / فكانَ هو المـاء ........... سـأناجيكَ في صومعتِكَ المُدماةِ - فقط - يا علي ......... أو ربما سأخاطبُكَ فيما لا يدفعُ إلى ابتسامتك ... سأحاولُ الحديثَ إليكَ في بعضٍ ممّا قرأتـه فيكَ ، أو قرأتُـكَ فيـه / فاسـمحْ لي ....... قبل هذا أودُّ أن أفشي إليك هذا السِّـر : قبل طباعة هذه المادّة ، وهي لا تزالُ مسـوّدة ، قرأتُها إلى زوجي وابني . تقطّعت القراءةُ ثلاثـاً / إذْ بكيتُ عندَ ثلاث !!!! عندّ نِهايتها كان بكائي الأخير / ربّما لأنني نبشـتُ فيَّ منكَ ما نبشـت . ربّما لأنني أحبُّك . وربّما للـثَّنـتَين . لستُ أدري ........... " حزني سـرق شمسي يومي صدى أمسي يا عيوني غطِّ الليل شـدّي الغَطا وانسي .... " هل تريدُ الهرَبَ من نفسكَ يا علي ؟؟؟؟؟؟ هل تريدُ تغطيَـةَ ما فيكَ بالنومِ وبدملِ الرّأسِ بالغطاء ؟؟؟؟!!!!! تهربُ من أحلامِ الصَّحوِ إلى أحلامِ الـنّوم ؟ الأخيرةُ أقدَرُ على نبشِ الجوّانيَّـاتِ . وتبقى النّعامَـة ........ كلُّنا يُدرِكُ أنَّ الأحلامَ في مَحروماتِ الرّوحِ و حَرَامَـاتِها ، تُشـقِيها وتُوصِلُها إلى الإعياء : " عَصّ التعب عَ الروح ملأ الحنايـا جروح .... " ولكن ، ربما ، يمكنُ للرّفيقـةِ - إنْ كانت كتفُها صلبةً – أن تدفعَ الآلامَ / ولكن قليلاً فقط ، وهنا قد يصلُ المرءُ لأن يجد دفءَاً في الرِّضى : " ودفّاني الرضى " ... حينَ تقولُ : أنا راضٍ ، كأنّكَ تقولُ : أنا قانع بما أنا عليـه . وشـتَّانَ ما بينَ الـ : قانع والمقتنِع !!!!!!!! ......... لا يمكنُ لمن كان يُغنِّي للشمسِ / وتسمَعه " كنت غنّيلا للشمس وكان الشمس تسمعني " ثم جاءَ الحزنُ فسـرَقَ منه هذه الشمس ، لا يمكن لهذا المغنّي الخاصّ جـدّاً أن يُدفِئَـه الرّضى طويلاً إذا ما دمل الرأسَ بالنَوم .... سـيطلُعُ عليه الصّباحُ / الشمسُ / ليعودَ فيُدرِكَ أنّها لن تَسـمَعَهُ بعدَ اليوم . لأنّ شمسكَ قد سُـرِقَت ، ولأنّ هذه الشمسَ ليست تلكمُ التي ضاعَ عنها في المدى : " الضايع بالمدى " الاسـتمرارُ ذبحٌ باليد . والرجوعُ ذبحٌ بالعودةِ إلى الصّفرِ ، أو ما يقرُبُـه / فلقد أصبحَ : " برّات البيوت " هل تعلمونَ ما ( برَات البيوت ) ؟؟؟؟؟؟؟ نعم ، هي الدنيا تُمطرُ ولكن / أين ؟؟؟؟ لقد كبُرَ وتبدَّلَ المكان / من ملآنٍ إلى فضاءٍ / بلا أرض !!!!!!!!! ثم لمن تُمطر ؟؟ .... " لا أهل ولا بيوت " ، ولا شمسَ تسمع !!!!!!!!!! " هلّق صرت كبير .. والدني م تشتّي .. لا أهل ولا بيوت غنّي غني غني لا شمس تسمعني ولا أرض توسعني " وإنْ تكن هناكَ أرض ، فهي إنما غير هذه الأرض ......... ولا يمكن لتلك الأرض أن تَسَـعَه / لا حيَّـاً ولا بَعد : " لا شمس تسمعني لا أرض توسعني لا بعرف وين بدي عيش ولا وين بدي موت جوات البيوت برات البيوت .. " وتعترف في مكان آخر بأنّ الترحالَ والبعدَ لن يتوقّفَ عندك ، وبأنّ غياب البسمة بفعله ، أيضاً لن يتوقّفَ عند ما فقدتَـه ، ففي " عصفور الجنة " تُقرُّ أنّ المتوالية ستطالُ الأكباد : " يا طفلي بعيونك عم بلمح رحلة بسمة محتارة تهمس لي بكرة رح تهجر ها الوردة وترحل بهالدنيي متلي . " أيّ وجعٍ هذا الذي يمتدّ فينـا !!!!!!!! لم أرَهُ بهذا العمقِ التعبيري البسيط عند أحد .... إنّـها مشاعرُ شاعرٍ يرسمها بريشـةٍ فريدةٍ في رهافتها وفي عمقها البلاغي ........... ها تعيشُ مجاهيلَ الدنيا مخزونةً في نقيِّ عظامكَ يا علي / ولقد سرقك الحزنُ شـمسكَ فباتَ اليأسُ هُوِيَّـةً على جبينك . لكنّه لا يظهرُ إلاّ في مرآةِ روحكَ الحائرةِ بآلامها ، والضائعةِ في المدى ...... ويعكسُ شعرُكَ هذه الدفائن جلـيَّةً لنا فلا تنفعُكَ الجدرانُ ولا الهرب ....... تكابرُ وأنت تنضحُ نزفاً لا يعرفُ رأفةً ولا هرباً / لا إلى ( النومِ ) ولا إلى ( الرضى ) . فهل بمقدورِ الرفيقةِ أن تحملَ كلَّ ذلك فتمحوهُ يا صديقي ؟؟؟؟؟؟....... إنْ كان يمكنُ لأكثرَ - من قصيرِ الوقت – فمن أين ستأتيكَ حرّيـّتُكَ والخيار ؟؟؟ أوَلم تذبلُ الأغنيَّـةُ على الفمِ الذاهلِ يا علي ؟؟؟..... مع كلِّ هذا بقيتَ على عِنْـدِكَ وأغلقتَ البابَ خلفكما هارباً بها من هاتيكَ العيون التي تراكَ من داخلك . فهل الجدرانُ أقدرُ من الصدورِ على إخفاء الواقع النفساني وحقيقة النُّـضح ؟.... لا ، والحقيقةُ هي أنّك تهربُ بها منك الذي يرى حقيقتَه في عيونهم ....!!!! عِندُكَ هو السَّـيّد / وما من غلطٍ في هذا . هي خصيلةٌ من أصيلاتِ خصائل الشاعر الرقيق والشـفّاف .. الشـاعر صاحب الحسّ المرهف / إلى ما فوقَ سَـواترِ الغيم ، حيثُ هو السابحُ أبداً في رحلة البحث عن شمسه التي سُـرِقَت ، وعن أرضه التي غابت ......... ولكن : " شباك الغرفة مفتوح " والعيونُ تدخلُ مثلُ الضوءِ إليك ........ كابر يا صديقي ، فأنا مثلك - أبداً - أكابر .. قاتلْ نزفَكَ .. قاوم بكاءَ روحِك وقلْ لها : " بنودّع أرض بنلاقي أرض والشمس تغيب وتشرق تاني يوم الشمس " واقنِع روحَكَ الجريحةَ وعلِّلها بالأملِ / فلولا الأملَ ما عرفنا ماهيّـةَ الحياة ، ولا عرفنا تلكَ الشمس ولا تلكَ الأرضِ منذ البدءِ يا صاحبي . اقنِعْ روحَكَ وقلْ لها : " وجروح الأمس مع ضوّا تطيب " مع ( ضوّ ) الشمس الجديدة . ولأننا محكومونَ بتناقضاتٍ لا يُتقنُ فنّ محاورتها غيرنا .. ولا تتقنُ اجتياحَ أحدٍ غيرنا ، أقول : لكنها جديدة ، أي غير تلك .. وتلك قديمة سرقتها منك الحياة ، و " الطـيّارة " فأصبحتَ " برات البيوت " .. و " طاير فوق حدود الوقت " . أو ربما كان الوقت خارج حدودك ............. الوقت يهرب . تحاول اللحاقَ ولكن : " قلّ الريش بجناحاتك " وتكالبت عليكَ أحلامُكَ /فلن يُنجيكَ ( شدّ الغطا ) فلقد أصبحتَ " برات البيوت " وغاب عنكَ الدفء حيث : " لا أهل ولا بيوت " وبتَ لا تقدر / لا أنت ولا جدران الغرف / على إزالةِ هذا البرد ، ولا هذا النَّـزف ، وها ينضحُ منكَ فتقول : " لا بعرف وين بدي عيش ولا وين بدي موت " !!!!!!!! وتقول : " بيتي ها الفضا " ...... - أيّ شاعرٍ عظيمٍ أنت يا علي !!!!!!!!!!!! – ولكن يا علي ، أين الأرض في هذا ( الفضا ) . وأين الشمس بعدَ كلِّ غيومِ هذه ( الأحلام ) .. إنك تحاولُ أن تنضحَ نزفكَ منكَ / لكنّـه ينضحك ....... بكلِّ هذا تعترف / وتكابر !!!!؟؟؟؟؟ : تودّعُ قلباً فيحضنكَ آخر / هكذا تدّعي حين تقول : " بنودّع قلب بيحضنّا قلب والعمر قلوب " ولكن يا صديقي ، لا أحد يأخذُ مكانَ أحد . ولا وطنَ بديلاً عن وطن . ولا ماءَ بعدَ الماءِ التي اغتسل بها يومَ وُلِـد / ولا بدّ أن يغتسلَ بها يومَ يموت ......... تلك القلوب التي تحتضنكَ بعدَ القلوب ، وكما تقولُ - أنت نفسك – أيضاً :

"بالليل الساكن ترسم لون" ولهذا ترجِعُ فتُسـعِفُ نفسـكَ بمناجاةِ أبيك / فإليهِ قولُ الحقيقةَ والمآل . هنا - فقط – لا تقدِرُ إلاّ أن تقولَ الحقيقةَ ، حيثُ - في سُـحنَتِهِ - ترتسِـمُ تلكَ الشّـمس ، وفي عينيْـهِ تتلألأُ صورةُ تلكَ الأرض . هو وحده فقط . وأمّا الأمّ فهي ماءُ تلكَ الحقيقة .... لأبيكَ تُفضِي بالحقيقة : " لصوتك مهجتي بتحنّ " " حنيني مو دمع عَ الخدّ " وهنا لا تقدِرُ إلاّ أن تُُسَـرِّبَ إليـهِ وعدَك : " حنيني للسّـنابل وعد حديثك مركبي وشراع وشَـدّة ذاكرة عَ الزّند " ثمّ / آهٍ يا علي ... ثم فيضٌ يأتي يُنبوعاً ماءً / من هناك : " يا بيي ما أخدني النوّ ولا قرّب عَ دربي السّـوّ على جبين العمر مكتوب إلك راجع عَ خيط الضّوّ " وآهٍ أيضاً يا علي ، كأنك تعود لتقول بأنّ ( خيط الضّوّ ) سيتأخر ...........: " وإلاّ بشـي ليلة شتويّة .. ما يرجع هالطير " هل سيطولُ قدومُ ( الضوّ ) يا علي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!! ـــــــــــــــ 6 / 6 / 2005

الأربعاء، حزيران ٠١، ٢٠٠٥

رسوم

نخيـــــل ودم

ودّع همّ الليــــل ... لفّ حزام الجـــــوع ... وعبّا جيابو وعود من حزن النخيل ... من نوحو الموجوع ... رسّم حلمـو ورود ما صبّح ع الشمس ... لفّ حـــزام الموت ... ع جسمو المهدور عفّن روحـو بأمس ... سكّت فيها الصوت ... وخدّرها بالحــــور من نفس البوابة فاتوا وبنفس الدقيــقة ماتوا
لفّ حزام الجوع وصلّى لفّ حزام الموت وصلّى
من نفس البوّابة فاتوا وبنفس الدقيــقة ماتوا

الأربعاء، أيار ٢٥، ٢٠٠٥

وداع

بنودّع أرض
بنلاقي أرض
والشمس تغيب
وتشرق تاني يوم الشمس
وجروح الأمس
مع ضوّا تطيب
* * *
بنودع قلب
بيحضنّا قلب
والعمر قلوب
بالليل الساكن ترسم لون
وتضوّي الكون
نجمات دروب
***
بنودع ناس
متل الألماس
وينك يا رفيق
عيني يخزّق معبدها الدمع
ويدوب الشمع
والكون يديق

الخميس، نيسان ٢٨، ٢٠٠٥

نوبة

لـمـا الحـنـيـن يـطــوف يركـض طـفـل ملـهـوف مــن عـتـمـة الأفكــار بسـطّـر أنيـنـي حـــروف حزني سرق شمسي يومـي صـدى أمـسـي يـا عيونـي غــطّ اللـيـل شـدي الغطـا وانسـي يـــا بــكــره لا تـمـنّــي قـلـبـي شــبــع عــنّــة صفّـى الحلـم كـابـوس والـــذاكــــرة جــــنــــة عـصّ التـعـب ع الــروح مـــلاّ الحـنـايـا جــــروح يـــا رفـيـقـة ضـمـيـنـي خـلـي الغمـامـة تــروح

الجمعة، نيسان ٢٢، ٢٠٠٥

بيتي هالفضا

ما بعرف وين بدي عيش عايش بالسما بالعالي كل يوم بلاقي لوحة إرسما طاير فوق حدود الوقت وتاخدني الإيام بجناحاتي قل الريش وماقلوا الأحلام كل العالم عندا بيوت وبيتي هالفضا بيتدّفوا بورقات العمر ودفّاني الرضا سطّرت حروفون ع دربي الضايع بالمدى كل اللي فتحولي بوابون ما ناسي حدا

هالأسمر اللون

هالأسمر اللون...هالأسمراني تعبان يا قلب خيوه.. والشوقِ أضناني يا سمرة غنيلي ضوي مواويلي من عيني صبيلي كاسك ورا التاني يامِّ الجدايل سود مدي الأيادي جود بحضنك أنا مولود بعدك يا ضيعاني يامِّ العيون الحور ضوّي بقلبي نور لو مهما دربي يدور بتضلّي عنواني يا ليل يا بو الأسرار قلبك هنايي صار جرحي نزف أشعار ت ارتاح شرياني

في عيد ميلاد ولدي

متل اليوم كانت أول مرة شفتك ع حفّة هالقلب حملتك ع صفحة بيضا صوّرتك والريشة خليتا عندك هاك اليوم لما باطلّع بعيونك وقت اللي بتهدا ع جفونك بسمة تغزل شال النوم قلبي بيهمسلك شو بدي شوفك يا حبيبي قدي يابكره، لو تيجي اليوم بتمر قبالي كم صورة والصورة بتخزّق صورة متل اليوم ال يمحي يوم بحس بعمري تسرسب مني وقلبي بيصرخ لأ ياإبني لا لا تكبر.. لا لا تصدق خليك زغيّر ع قدّك لاتخلي هاللحظة ال تمرق يجرح شوكا الورد بخدك لا لا تخلي اللهفة تسرق تكّة زغيرة بساعة سعدك عيش بقلبك.. عيش بعمرك من هاليوم

الخميس، نيسان ٢١، ٢٠٠٥

مشتاقتلك

مشتاقتلك بدي شوفك ومابعرف هلق لو شفتك
شو رح تحكي وشو رح قلك يمكن تزعل وتزعلني ومتل الأول ضل اشتقلك رح إحكي من برّه قلبي
لكن صدّقني ان قلتلّك خليك بعيد بهالغربة وخليني وحدي إشتاقلك مشلوحة برات الغفوة دوّر باوراقي عن كلمة دور عن صورة عن رسمة تنسيني إتذكر حبك كل الإشيا بتذكرني بترسم فوق شفافي بسمة حتى البسمة بتعذبني ماالبسمة مرهونة عندك يمكن تسمعني وما تصدق كل اللي عم قولو هلق وتسألني من بعد الفرقة شو اللي فيّقني ع حبك رح قلّك هلق رح قلّك إيام ال قضّيتا وحدي كتبتا ع وراق الرسايل والرسايل ضلت عندي وما بعمرا وصلت لعندك

الثلاثاء، نيسان ١٢، ٢٠٠٥

خربشات على دفتر الغربة

من المسائل التي تؤرقني هذه الأيام هي هذه الازدواجية التي بدأت ألمسها في حياتي، بين جذوري وفروعي، بين أصولي وحاضري، بين انتمائي بحكم المولد، وحقيقتي الواقعة. الازدواجية عندي هي مرادف النفاق، وكوني أكره النفاق وأدعي أنني شديد البعد عنه، كان لا بد لي أن أبحث عن مصدر هذه الازدواجية؟ المغترب، أي مغترب، يعيش بلا شك ازدواجية ما. تختلف هذه الازدواجية من شخص لآخر، ومن مجتمع لآخر، بحسب طبيعة الشخص نفسه، وطبيعة البلد الذي هاجر إليه. لو نظرنا إلى العرب المهاجرين إلى استراليا والولايات المتحدة لوجدنا أنهم عامة يتمسكون بأصولهم العربية، والعربي المهاجر إلى تلك البلاد يستطيع أن يصل بسرعة أكبر إلى معاهد وجمعيات تحاول مساعدته والأخذ بيده، بينما لا أجد هذا ولن أجده يوماً ما هنا في البرازيل، فالجمعيات هنا رمزية، ولا يأخذها أحد على محمل الجد. إلا أن لهذه الظاهرة وجهاً آخر مؤلم، وهو أن تلك البلدان بالذات (أقصد الولايات المتحدة واستراليا)، وبما أظهره سكانها من مقاومة في تقبل الوافدين من بلدان العرب، دفعت بهؤلاء العرب إلى سلوك هذا النهج، والالتفاف فيما بينهم للحصول على الحماية المطلوبة والقدرة على الإقلاع في رحلة الكفاح والعمل. على العكس من ذلك، ففي بلد كالبرازيل، لا تجد هذه الدوافع، فالتعالي على الجنسيات الأخرى معدوم، بل أنك قد تجد على العكس تماماً، نوعاً من الشعور بالنقص إزاء من يتكلم لغة أخرى أو لكنة غريبة. أذكر أنني في أحد الأيام اتصلت بصديق لي في فرنسا على هاتفه المحمول، وطبعاً بادرت إلى مكالمته بالعربية، إلا أنه فاجأني بأن أخذ يخاطبني باللغة الفرنسية، وشرح لي أنه الآن في اجتماع عمل، وأنه سيخاطبني من البيت بعد ساعة. كما قلت، استغربت تصرفه، ولكنني طبعاً أدركت بسرعة أن حديثه بالفرنسية في ذلك الموضع كان حرصاً منه على مشاعر وفضول من يشاركونه اجتماع العمل، هذا النوع من الحرص يختلف في أوروبا عنه في بلاد أخرى، وأذكر أن أحد السويديين - ممن عملوا لبعض الوقت معي في نفس الشركة - صارحني مرة أنه يستهجن قيام البعض هنا بالتحدث بالبرتغالية في وجوده، وأن مثل هذا التصرف في أوروبا قد يكلف المرء عمله!! أعترف أن ما يجول في خاطري، وأرغب في وضعه في هذا الموضوع، لا يمكن تحديده بفكرة واحدة، إلا أن ما دفعني الآن إلى الكتابة هو سبب محدد: علاقتي مع مدن أرعبتني منذ فترة قصيرة فكرة أن حياتي تسير بي نحو عالم افتراضي لا علاقة له إطلاقاً بواقعي اليومي، هذا الواقع اليومي الذي يتطلب مني تفاعلاً دائماً وحضوراً تاماً، في عملي وتعاملاتي، وقبل كل شيء: أسرتي. أرعبتني فكرة أن سعادتي الصغيرة التي ألهث وراءها خلال نهاري هي في عالم افتراضي لم أكن لأرضى به، أو لأغرق فيه لو لم يحمل لي ما فقدته في الحقيقة: لساني ولغتي وذكرياتي، وقبل كل شيء: أمنياتي وأحلامي التي تركتها تموت حصرماً على عناقيدها اليائسة. أرعبتني فكرة أن جل من أسعى للقائهم والتحدث معهم، وأنشد عندهم دواء جراحي اليومية، هم أشخاص افتراضيون، لو أنني التقيت بهم أيام كنت في دمشق، لأعرضوا عني، ولأعرضت عنهم، ولربما في أفضل الأحوال إن تعارفنا ما كنا وجدنا حديثاً واحداً مشتركاً. في العالم الافتراضي، كل الاشعار جميلة، كل الأفكار خلاقة، كل النجاحات الصغيرة منجزات خرافية.. لكن العالم الحقيقي أقسى وأشد رتابة ومللاً. هذه الأيام، أشعر فعلاً أنني مهاجر أكثر من أي وقت مضى، والسبب هو أنني عدت عبر هذا العالم الافتراضي الملعون إلى عالم فررت منه هائماً على وجهي، عالم كم أرهقني ووضع فوق كتفيّ أحمالاً من أخطاء مصيرية ارتكبتها مخيّراً أم مسيّراً، عدت بعد أن كنت قد بدأت أجني ثمار مشواري الجديد، مشواري الذي ضمن لي حلماً طالما داعب مخيلتي: نقطة صفر جديدة لا يؤرقني كثيراً شأن عدم تعلم أولادي للغة العربية، مع أنه يحز في نفسي ألا يقرؤوا ويفهموا ما كتبته لهم وعنهم.. أن يحادثوا أهلي وأخوتي، ويرووا فضولهم لمعرفة الأرض التي شهدت مولدي وطفولتي وشبابي. لا يؤرقني هذا الأمر، وتبريري الجاهز هو أنني حصرت اهتمامي في أن يتلقوا تربية وتعليماً حقيقياً أولاً.. أن يمارسوا حياتهم بطبيعية، وأن أستكشف معهم - دون أي قسر - ميولهم وتطلعاتهم.. كل هذه الاهتمامات لا تتطلب تعلم اللغة العربية التي لا يربطهم بها سواي.. أشعر بالأنانية إن أسرفت في هذا الأمر!! لا أريد أن يفهم كلامي أني نادم على الغربة، فهي كانت ضرورة وجودي، وفيها استعدت احترام ذاتي، وحققت جزءا لا بأس به من طموحاتي، الا أنها في النهاية تجربة انسانية أحب أن أشارك بها آخرين، لأستفيد ويستفيدون، وهذا هو غرضي من الكتابة هنا، ومن أي تواصل أقوم به من أي نوع.

الخميس، آذار ١٧، ٢٠٠٥

عصفور الجنة

ولإني متلك يا عصفور الجنة بالأحلام جناحي محني بحس بحالي قد العالم والعالم شو أكبر مني شو بدي لما ع شباكي تهدي قدِّملك من قلبي وردة تسقيك الوردة دماتا وجناحاتك تهدى عندي يا طفلي بعيونك عم بلمح رحلة بسمة محتارة تهمس لي بكره رح تتركلي الوردة وترحل.. بهالدنيي متلي

الأربعاء، آذار ٠٢، ٢٠٠٥

أيها الانتحاري الرخيص

شبان يبحثون عن عمل عراقيون حتى النخيل ضحايا هم أصلا حتى قبل أن تقتل نفسك وتقتلهم فجر هذا اليوم ماذا دار في خلدك وأنت تسحب صمام التفجير لتملأ في لحظات طابور انتظارهم دما ويأسا اثر يأس

الثلاثاء، آذار ٠١، ٢٠٠٥

تكملة مقالة حسني البورظان

إذا أردت أن تعرف ماذا في إيطاليا، عليك أن تعرف ماذا في البرازيل" هكذا كان يبدأ حسني البورظان محاولاته العديدة اليائسة لكتابة مقاله الغامض، قبل أن يتدخل غوار، فيعكر عليه، بأحد مقالبه، صفو إتمام ذلك المقال. وهكذا رحل حسني البورظان، ولم يتمم مقاله، ولم نعٍ - نحن المشاهدين - الهدف الذي كان يريد حسني الوصول إليه من تلك العبارة الغريبة. فكان أن جاء علي -أو علوش كما يناديه المحبون- وعرف ماذا في البرازيل ، إلا أنه قرر، لغاية في نفسه، أن يحوّل غاية المقال، فبدلاً من أن تكون معرفة ما في إيطاليا، جعلها معرفة ما في سوريا، ولكم في ذلك عبرة يا أولي الألباب!! لحسن الحظ، ليس ثمة غوار يعكر صفو إتمام المقال، فهاكم!! "إذا أردت أن تعرف ماذا في سوريا، عليك أن تعرف ماذا في البرازيل" ماذا في البرازيل؟ (1) التفاوت الطبقي: وهو الأعلى والأحد بين شعوب العالم قاطبة، وأصله قديم ومغرق في القدم، فالمجتمع البرازيلي نشأ مع قدوم المهاجرين الأوروبيين البرتغاليين منذ خمسة قرون مضت، وبعدهم جاءت هجرات أوروبية عديدة، وهجرات من بلاد العرب، ومن اليابان وباقي دول شرقي آسيا، إلى أن تكللت هذه الهجرات بهجرة علوش في نهايات القرن الماضي. طبعاً، كان هناك الهنود الحمر، وهم السكان الأصليون، وقد تحول كثيرون منهم، كما الزنوج المستقدمون من أفريقيا، للعمل سخرة في أراضي الإقطاعيين والملاكين. بمرور السنين، وانتهاء العبودية بشكلها القديم، تحول هؤلاء العبيد إلى طبقة فقيرة تقبل العمل مقابل سد رمقها، وتكاثروا فيما بينهم، أو أن بعضهن قد حبلن من السادة البيض، فأضفن إلى طبقة الفقراء بعضاً من ذوي الشعر الأشقر والعيون الزرق، واستمرت الحال، واستفحلت إلى أن صارت إلى ما هي عليه الآن.. وما هي عليه الآن؟؟ الجريمة، والاحتقان، وبعض المفاهيم المغلوطة من نوع أن الفقر مرتبط بالشرف، والغنى مرتبط حتماً بالفساد والظلم. كيف ينظر المثقفون إلى هذا الموضوع؟ فئة لا بأس بها ترى أن التفاوت الطبقي عائد إلى الفساد، وأخطاء الحكم، ويرى الخلاص في مساواة تضع الجميع في سلة واحدة، ولا يخفى على النبيه أنها ستكون ببساطة "سلة الفقر" لحسن الحظ، اليساريون الذين وصلوا إلى الحكم مؤخراً، كانوا أكثر حكمة، فعرفوا أن عليهم أن يحترموا آراء رجالات الصناعة والانتاج والاقتصاد، ورغبات المستثمرين الأجانب، فأسكتوا أصوات متطرفي اليسار، ولم ينسقوا إلى رغباتهم الجامحة في الوصول إلى "كوبا" جديدة!! فماذا يوجد في سوريا؟(1) لا يوجد في سوريا تفاوت طبقي واضح، ولكن يوجد ما لا يقل عنه بشاعة ولؤماً: الطائفية والطائفية في سوريا، كما التفاوت الطبقي في البرازيل، لها جذورها المغرقة في القدم، منذ محمد، وربما قبل محمد (ولو أن بعض المثقفين الظرفاء يصر إلحاحاً أن براءة اختراع الطائفية تعود لحافظ الأسد، بينما يرى بعض منهم أن عمرو الخير أجدر بتلك البراءة!!!!!) وكما في البرازيل، يحاول البعض حل مشكلة الطائفية بجعل الطوائف جميعها طائفة واحدة، وهي طبعاً طائفة الأغلبية، على أساس أن هذا أقصر السبل للقضاء على الاحتقان، وبالتالي على الجريمة والإرهاب (أذكّر: البعض يرى أن جعل الجميع فقراء في البرازيل سيقضي على التفاوت الطبقي، وسيخفف من معدل الجريمة والنهب والسرقات) في الحالتين، هناك خطآن على الأقل: الأول: أن النتائج الإيجابية غير مضمونة، أي أن القضاء على الجريمة غير مضمون الثاني: وهو االأشرس، أنك ستحصل بالنتيجة على مجتمع أسوأ بكثير مما هو عليه الآن، ستحصل على مجتمع ميت!! ماذا يوجد في البرازيل؟(2) نظرية المؤامرة وكرة القدم:، وكرة القدم في البرازيل ليست مجرد لعبة، إنها إحدى محركات حياة المجتمع البرازيلي، فكل أسبوع، هناك يوم أو يومان، تسهر فيهما مدن البرازيل على ضجيج احتفالات المشجعين بانتصار أنديتهم (أو بانتصار المنتخب )، وفي اليوم التالي تشتعل الأحاديث في كل شارع عن تقييم ما حدث، وتخبيصات التحكيم، ولا يخلو الأمر من تعليقات الشماتة، والنكت القديمة والمستحدثة. تصوروا!! هذا الجو لا يروق للبعض، وهنا مربط الفرس!! فتراهم يتنطعون بحديث من نمط أن كرة القدم كانت خطة تآمرية نفذتها بإحكام الامبريالية المتعاونة مع الأنظمة الديكتاتورية لإلهاء الشعب البرازيلي عن التفكير بالثورة على واقعه المرير!!! طبعاً، كرة القدم والأنظمة الديكتاتورية، والامبريالية من خلفهما أبرياء من هذه التهمة، براءة الذئب من دم يوسف فمن هم من يدعون ذلك؟ نوعان: الأول ظراطة من بقايا الشيوعيين، وأقول ظراطة لأن خيرة الشيوعيين إما قضوا تذويباً بالأسيد على أيدي النظم الديكتاتورية المجرمة، أو استخدموا عقولهم وبدؤوا ينظرون بواقعية وحكمة إلى كيفية تطوير بلدانهم دون جرها إلى مستنقعات الثورجية، ومحاربة الامبريارية(!!!) التي لا يعلم كنهها أحد!! النوع الثاني: هو نوع "لويزينيو" الذي فاجأني بهذا الحديث عن كرة القدم، فحسبت أنه من النوع الأول، ولكن علمت بعد حين أنه من عشاق كرة القدم الامريكية، وأنه لا يترك مباراة في الإن إف إل دون أن يتابعها على القناة الرياضية(الامريكية) المدفوعة !! فماذا يوجد في سوريا؟(2)
نظرية المؤامرة وحكم الأقلية: مسيرات التشجيع لكرة القدم، تقابلها مسيرات تطبيلية وتزميرية شبيهة في سوريا، للحاكم!! طبعاً، الحاكم والدولة والحركة التصحيحية لا يحملون للشعب السوري نفس المتعة التي تحملها كرة القدم للشعب البرازيلي، ولكن الطرفين يجتمعان في أمرين اثنين: الأول:أنهما أبرياء من فقر وتخلف شعوبهما، وأمراض مجتمعاتهما، براءة الذئب من دم يوسف.. كما أسلفنا والثاني:أن كرة القدم قد جعلت بعض البرازيليين الفقراء المعدمين - مثل رونالدو - من أثرى الأثرياء، وكذلك فإن التعليم المجاني والجيد الذي وفرته الدولة في سوريا، قد جعل الكثيرين ممن ولدوا في أسر فقيرة من أثرى الأثرياء: أطباء ومهندسين تفاخر بهم سوريا العالم بأسره.. ماذا يوجد في البرازيل؟ (3) الشواطئ: فالبرازيل تعج بالشواطئ الخلابة الرائعة، وشواطؤها تعج هي الأخرى بالأجساد الفاتنة الساحرة (يعني شي بيمجد الخالق عز وجل) أجمل ما في هذه الشواطئ أنك إن دخلتها تصبح للتو ذرة ضائعة في نسيج واحد من آلاف مؤلفة من البشر، فلباس البحر الاقتصادي (والاقتصادي جداً بالنسبة للفتيات ) يساوي بين جميع طبقات الناس: الغني والفقير، السياسي، والمزارع، واللص، ومهندس الانفورماتيك. ربما، لهذا السبب، فإن جميع البرازيليين، أو أغلبيتهم الساحقة على الأقل، يعشقون الشواطئ، وترى حتى الفقراء منهم، يعملون طيلة الأسبوع، لينفقوا ما جنوه في رحلة إلى إحدى هذه الشواطئ الرائعة. طبعاً، وكما هو متوقع في مثل هذه الحالات، ترى تجار المخدرات يتهافتون إلى نشر بضاعتهم في شاطئ خلاب كشاطئ "كوباكابانا" ، وكذلك - وهذا هو الأسوأ حتماً - فإنك ترى اللصوص على أبواب الشواطئ يتلقفون كل من قد توحي ملامحه بأنه سائح أوروبي و أمريكي، (أي ضحية ساذجة وشهية للسلب والنهب)، فيساهمون بذلك في الإساءة إلى البلد، واقتصاده الذي يمكن أن يتحسن بتحسن السياحة، وبإقبال الأجانب بدولاراتهم ويوروهاتهم على زيارة البرازيل. فماذا يوجد في سوريا؟ (3) الجوامع: طبعاً، لا يخفى على أحد أنه، على غرار تعدد الشواطئ في البرازيل، فإن هناك عدداً خرافياً من الجوامع في مدينة دمشق، ويكفي أن يتواجد المرء في أي حي في دمشق ساعة الصلاة، ليستمتع بالأذان القادم من جهات عديدة، بطريقة تذكر بغناء الكورال في الأوبرا (طبعاً لمن لا يعشق هذا الفن الجميل ). وهذه الجوامع تتفق مع شواطئ البرازيل أيضاً في أنها جميلة ورائعة بحق، ولعل أجملها على الإطلاق مسجد أمية الرائع، والذي لمت نفسي مراراً على البقاء عشرة أعوام كاملة في دمشق قبل أن أكحل ناظريّ بزيارته، والتنزه في أرجائه. تتفق الجوامع مع شواطئ البرازيل أيضاً أنها تمجد الخالق سبحانه وتعالى ، وهذا هو الغرض منها أصلاً، لولا أنها - وفي حالات عديدة - تحولت من تمجيد الخالق، إلى تمجيد العباد، هذا الطرف أو ذاك، أو حتى الطرفين معاً في نفاق ما بعده نفاق. هذه الجوامع تستقطب بشكل مثير للدهشة كل فئات المجتمع، من فقير وغني، من لصوص وضحايا، بل أن التهافت عليها، وإنفاق الأموال المدخرة على بنائها، يصبح في أحيان عديدة دافعاً للتفاخر والمباززة. وكما في شواطئ البرازيل، ترى تجار تغييب العقول يحاولون هناك بيع بضائعهم الفاسدة، ثم أن بعضهم ينقض على غرائز الكراهية النائمة عند بعض المراهقين والمحرومين فيعمل على إذكائها وإشعالها، ليؤجج نار الطائفية والحقد، ويحول هؤلاء الأشخاص إلى أدوات للجريمة والإرهاب، ليزرعوا الخوف والريبة في كل مكان، وليجلبوا على دولهم الفقر والويلات، وما عهود الخونجية السيئة الذكر إلا عبرة لمن يعتبر. ماذا يوجد في البرازيل؟ (4) الكرنفال: وهو احتفال يعم البلاد قاطبة (ولو أن الشهرة الأكبر هي للريو)، فخلال اسابيع ثلاثة، تتوقف البلاد تماماً، ليحل الرقص والفرح واللهو مكان العمل والشقاء والبؤس. في هذه الأسابيع، يغدو مسموحاً كل مالم يكن مسموحاً به خلال باقي أيام السنة. هناك الكثير من البرازيليين، مثقفين أو من العامة، ممن يعارضون بشدة هذه الاحتفالات، وينطلقون من أن فيها استهتاراً بخصوصية البرازيل، وتحويلاً لها من بلد بحاجة للعمل والتطوير والنمو، إلى عاهرة يتمتع الآخرون بالتفرج على أثدائها العارية المترجرجة فوق العربات المزينة. وهناك آخرون، يرون جمالاً لا يضاهيه جمال، ورسالة لا تعلوها رسالة، في هذا التعبير الإبداعي الصارخ والغامر عن الفرح ومحبة الوطن بكل ما فيه من مواطنين وأحداث وأرض وتاريخ. حسناً، ولكن خارج حلبات الرقص والاستعراض، تنشط الشرمطة والقوادة إلى أعلى حدودها، وبما أن هؤلاء لا يجيدون الرقص، فإنهم يكتفون بالتفي الأماكن العامة وعلى قارعة الطريق، فيصبغ نشاطهم الزائد هذا كامل الكرنفال بهذا الطابع، لذلك تجد أن الفكرة العامة عن الكرنفال لدى معظم شعوب الأرض هي أنه مجرد سوق للسياحة الجنسية، وفي هذا ظلم شديد، والمطلع على جماليات الكرنفال وحكايات الكفاح فيه يدرك الفرق الشاسع. فماذا يوجد في سوريا؟ (4) ربيع دمشق: ولا أقصد هنا ذلك الربيع الذي يأتي كل سنة بالخير والجمال وأزهار اللوز، بل ذلك الربيع الذي أتى مرة، ويقول بعضهم أنه سيعود قريباً، فيما يقول آخرون أنه لن يعود أبداً!! وفي هذا الربيع، كما في كرنفال البرازيل، يصبح مسموحاً جل ما لم يكن مسموحاً به ، فتقام المنتديات، وتنطلق المناظرات والندوات، ويعبر الجميع عن فرحتهم بقدوم الربيع. طبعاً، هناك الكثيرون من مثقفي سوريا، ومن العامة، ممن عارضوا ويعارضون ربيع دمشق، ويرون فيه استهتاراً بخصوصية سوريا، وحرفاً لها عن الهم الأساسي في الصراع مع الصهيونية والامبريالية، وفرصةً لتكالب القوى الخارجية على جسد الأمة المنشغلة بتصفية حساباتها الداخلية. وهناك آخرون، يرون أن فتح المجال للحوار الديمقراطي البناء، وإعطاء الجميع حرية التعبير، هو الوسيلة الأنجع لتقريب النفوس، فغرض الجميع بالنتيجة هو مصلحة الوطن بمواطنيه وأرضه وسمعته وتاريخه. حسناً، ولكن هناك من يدخل الاستعراض، على حين غفلة، وهو لا يجيد الرقص، فيستعيض عن الرقص بكشف مؤخرته البشعة: لا عجب.. إنهم الخونجية وأشباحهم من منتعلي طواقي الإخفاء، يفسدون روعة الربيع بإخراج الأحقاد القديمة، والتلويح بالانتقام للهزائم الماضية. وكما سياحة الجنس، أصبحت لدى الجميع هوية ظالمة للكرنفال في البرازيل، فغطت على جماليات وإبداع مصممي ومنفذي عروض الكرنفال، فقد أصبح الخونجية وأطيافهم، وللأسف الشديد، عنواناً خاطئاً وظالماً لربيع دمشق!! ماذا يوجد في البرازيل؟ (5) التبعية الاقتصادية كما حال معظم دول امريكا اللاتينية، فإن البرازيل تعاني من تبعية اقتصادية مرعبة للولايات المتحدة الامريكية، وأصول هذه التبعية تعود إلى عهود قديمة، ومنها أصول غير مباشرة تتعلق بالتطور البطيء لهذا البلد الزاخر بالثروات مقارنة ببلدان العالم الأول، وأصول مباشرة تتعلق بسياسات اقتصادية سفيهة ارتكبتها الحكومات المتلاحقة، ديكتاتورية وديمقراطية، منذ خمسينات القرن الماضي، فأغرقت البلاد في ديون متراكمة تستطيع البرازيل بالكاد دفع فوائدها. من بين هذه السياسات الاقتصادية السفيهة، كانت بناء مدينة كاملة لتكون عاصمة للبرازيل!!! فبرازيليا، مثلاً، لم تكن توجد أصلا على الخارطة بل أنها بنيت إثر قرار من أحد الرؤساء "الخالدين" لتكون عاصمة فيدرالية للبلاد، ومن أجل ذلك ورطت الحكومة البلاد في قروض مرعبة الفوائد. هذا القرار، كان بداية حلم، فحكومات تلك البلدان، كانت تعتقد أن البرازيل هي بلاد المستقبل، وأن النهوض بها، ولو بطريقة طفولية غير مدروسة، أمر لا جدال في صحته، فثروات البلاد ستتكفل بدفع الديون، في حين سينعم أهلها بكل ما وصلت إليه بلدان العالم المتقدم من نهضة عمرانية واقتصادية وحضارية!! فما الذي حصل؟ هذا القرار، وأمثاله من القرارات، جعل البلاد ممسحة ابراز الاقتصاد الامريكي، إذ كلما مر ذلك الأخير بأزمة، تداعى له الاقتصاد البرازيلي بالسهر والحمى وهبوط قيمة العملة، وهبوط الأسهم في البورصة!! فماذا يوجد في سوريا؟ (5) الحلم العربي وهذا الحلم لم يولد في الخلاء، ولا في صحراء مقفرة، بل أن له أصوله، منها أصول غير مباشرة كاللغة العربية الجميلة، وأشعار طرفة وعنترة والمتنبي.. ومنها أصول مباشرة تكمن تحديداً في رؤية الحزب الحاكم الأوحد، حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي ينطلق في أول أهدافه من الوحدة مع العرب من المحيط إلى الخليج!! هذا الحلم هو الذي جعل سوريا تقف مع لبنان في أزمته، ومن ثم مع الكويت بعد غزو صدام لمدنها وشوارعها وقصور أمرائها، وبعد وقبل، مع كل فعاليات المقاومة اللبنانية والفلسطينية في حلقة الصراع الأزلي ضد الاحتلال الصهيوني . فهل من داعٍ أصلاً لوجود هذا الحلم؟ وهل له فعلاً مبرراته المنطقية المقنعة؟؟ لا يهم!! فالمهم أن هذا الحلم العربي اشتعل بصدق الأطفال في قلوب من اعتنقوا هذه الفكرة، وعملوا على تحقيقها، وكلهم أمل أن مارداً سيخرج من هذا الوجود العربي المليء بالتناقضات والأحقاد والمعارك الأزلية، وأن هذا المارد سيهز عروش عمالقة الامبريالية والرأسمالية!!! ثم أن هذا الحلم تحول إلى أمر بديهي في نفس كل سوري، فأخذ يحلم هو الآخر، وتترقرق دموعه مع كل قصيدة شعرية تمجد التاريخ العربي، وتطمح إلى إعادته!! فكيف قابل العرب هذا؟ هل ثمة داعٍ للإجابة؟

السبت، شباط ٢٦، ٢٠٠٥

برات البيوت

لما كنت زغير.. وتشتي الدني.. وتسكرالبيوت كنت غنيلا للشمس وكانت الشمس تسمعني تبعت خيطانا للريح.. يقولوا للغيمات تزيح تعلا طيارة وتسحبني برات البيوت هلق صرت كبير.. والدني م تشتي.. لا أهل ولا بيوت غني غني غني لا شمس تسمعني لا أرض توسعني لا بعرف وين بدي عيش ولا وين بدي موت جوات البيوت برات البيوت

الثلاثاء، شباط ٢٢، ٢٠٠٥

النور، الحياة، الخير

بدي غني للنور لو حتى دروبِك عتّمها .. شي متل الليل طفلة من الشمس جدايلها .. غطاها الويل لو حتى خيّي ينكرني إمي تخبي اسرارا عني رح افتح هالشباك..اسقي عرق المنتور ارجع غني للنور رح غني للحياه لو حتى الموت بديوانِك .. غطى الصفحات والخوف معشعش بعيونك .. وهم ودمعات لا البسمة فيها تودعني ولا العتمة تمنعني غني حتى الطفل الوليد.. ينسى بشي بكره الآه ويغني للحياه بدي غني للخير لو حتى اللي قطفوا ورودِك..مو كل الناس والطحلب عربش ع خدودك..عكّر هالكاس ما بيخلص زيتك يا إمي سنة الجايي غلة ونعمة لو إنو ضلوعي شموع.. وضوّيها للغير غني غني للخير بدي غني للنور رح غني للحياه بدي غني للخير وإلا بشي ليلة شتوية .. ما يرجع هالطير

افتح قلبك

يجد بعض الناس صعوبة في تقبل الكثير من عادات الآخرين، وتزداد هذه الصفة
عند نوعية من البشر لم يسعفها حظها بالاختلاط بثقافات أخرى، أو أنها بقيت
رهينة أفكارها المسبقة بعد أن احتكت بحرص شديد مع الآخرين
المفارقة في الأمر، أن كل شعب مهما بلغ في عاداته من الغرابة بالنسبة للبعض،
له هو نظراته الغريبة نحو الآخرين، أذكر هنا قبيلة أفريقية، من أشهى أطعمتها
على الإطلاق الذبائح المطبوخة بدمها، ويتركون بعض الدم دون طهو كمشروب،
ويصنعون من العلق حلويات للأطفال... بعد كل هذا، صدقوا، يقرفون من أكل
الفاكهة
تحدثت منذ فترة مع زميلة في العمل قامت بزيارة إلى الشرق الأوسط، ولم تبخل
علي بكميات شديدة من تعابير القرف عن قذارة شوارع مصر وروائحها.
بالطبع، كلامها لم يعطني فكرة عن مصر التي أتوق لزيارتها، ولو كان ذلك آخر
يوم في عمري، بل أعطاني فكرة عن محدثتي.
منذ حوالي سنتين، جاء إلى ريو دي جانيرو، وبقصد العمل، صديق لأصدقاء لي
في دمشق، وكانوا قد اتصلوا بي عن طريق الإيميل ورجَوني أن أساعده، وبالطبع
وعدتهم خيراً، رغم أني أقيم في ساو باولو التي تبعد عن الريو ما لا يقل عن
خمس ساعات بالسيارة.المهم، وبعد إخفاق عدة اتصالات بيننا، ولأسباب كثيرة،
وفقت إلى الحديث مع ذلك الشخص، وليت أني لم أفعل، كان في غاية الإحباط
والضيق، قال لي: كرهت هذا البلد، لم أشعر بذرة جمال فيه، الكل يلاحقني،
يريدون قتلي. حاولت دون جدوى أن أخفف من روعه، قلت له: هي مجرد فترة
بسيطة تتأقلم بعدها مع البرازيل، وستحبها كما أحببتها أنا.. طبعاً لم يلق كلامي
آذاناً صاغية، رغم محاولاتي العديدة. وعندما سألته عن رأيه بصبايا الريو،
فأجابني: أشكال البرازيليات لا تعجبني ، أيقنت حينها أن لا جدوى فعلاً من حديثي
معه. قلت له: احمل حالك ع السريع وعد إلى بلدك، فأنت لن تطيق الحياة هنا
من يقول أن للبرازيليات أشكال (أي أنماط محددة)، وبعدها لا تعجبه!!! فهو حتماً
ليس بكامل قواه العقلية والجسدية
تعلمت من أسفاري العديدة أن أتقبل كل عادات وطباع البشر، فما تراه غريباً عند
شعب هو عادي لديه، ولربما هو يرى قمة الغرابة في أشد ممارساتك وعاداتك طبيعية
في رأيك
من أغنى التجارب التي عشتها على الإطلاق، هي بضعة أشهر قضيتها في اليابان -
أوكيناوا ضمن دورة تأهيلية كان فيها مشاركون من جميع أنحاء العالم الثالث، أفارقة
وعرب وآسيويون، ومن أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية، عدا عن تواجد العديد
من اليابانيين والأمريكان
كان من الممتع أن ترى هذا التنوع في طرق حديثهم، وعاداتهم، وكيف أن الجميع بعد
وقت قصير تحولوا إلى عائلة واحدة. كل أتى بثقافة تختلف تماماً عن الآخر، فتاة من
غواتيمالا سألتني إن كان العرب بالفعل يشترون المرأة بجمل، شاب من المغرب علق
لي عن أحد الأشخاص أنه كل يوم ينام مع واحدة من أمريكا اللاتينية، لأنه رآه يصافح
تلك الفتاة أو تلك بتقبيل خدها وحضنها
.أنا نفسي، عندما رأيت اليابانيين يأكلون السمك النيء، ذهلت.. وشعرت بشيء من الخوف
قبل أن أضع في فمي اللقمة الأولى.. اليوم، الطعام الياباني من أفضل خياراتي لغداء لذيذ.
لعل أقوى الأمثلة على هذه الاختلافات التي ينغلق البشر دونها، ويعمدون في ضوئها إلى
صوغ مختلف عبارات الاستنكار والتحقير، هي آراء أتباع كل دين حول الدين الآخر
أذكر أننا كنا صغاراً، وكان مثال كتاب التربية الدينية عن عبدة الأصنام أقرب إلى الهزلي،
وضحكنا جميعاً على ذلك الذي كان يعبد إلهاً من تمر، فلما جاع أكله، وامتلأنا إعجاباً
بذلك الصحابي الذي ركل الصنم فأوقعه وأخذ يحاجج عباده: أفتعبدون آلهة لا تضر ولا تنفع؟
بعد ذلك، في مراهقتي، سمعت عن المرشديين الذين تتحدث العامة أنهم يعبدون
سليمان المرشد، وهو شخص عاش في أواسط القرن المنصرم، وبالطبع فإن عقلي الصغير
لم يستطع أن يستوعب كيف أنه يمكن لأناس أن يعبدوا شخصاً كهذا، لا شك أنهم متخلفون
عقلياً.. الصدمة التي زعزعت غبائي هي أن هؤلاء المرشديون ما هم إلا بشر مثلنا، فمنهم
الطبيب والمهندس والفنان والمنغلق والمستنير، ومنهم الذي لا يسوى فرنكاً صدئاً، ومنهم
الذي صرمايته بألف مما يعدون
بالطبع، الآن، وبعد لأي، أدركت أن موضوع الإيمان هو موضوع لا يأتي من العقل، وأن
فكرة وجود إله غيبي لا تقل ولا تزيد بلاهة عن فكرة إله من التمر أو من الحجر أو من البقر،
ولا تختلف كثيراً عن فكرة تأليه شخص ما من الزمن الغابر أو من الحارة الغربية،
حارتي في صافيتا

الاثنين، شباط ٢١، ٢٠٠٥

ع اللالا وع اللاوندي

هذه المقاطع التي تحاكي شيئاً من الغناء الشعبي السوري، بكل ما يحمله ذلك الغناء من صدق وعفوية وجمال، ما هي في الحقيقة إلا اقتباسات من أغنيات اللاوندي، أغنيات شعبية تتناقلها سراً نساء قبائل البشتون في بلاد الأفغان. بادئ ذي بدء، نقول سبحان من غير الأحوال، فجعل عندهم - ويا ويح قلبي إن أصبح قريباً عندنا - الغناء عاراً والحب رذيلة والشهوة جريمة. هذا الرابط تجدون عليه النصوص الأصلية مترجمة إلى اللغة العربية الفصحى: وهذه بعض اقتباساتي: وعص شفافك ع شفافي واتركلي لساني يحكي وتيحكيلك عن شوقي ومنك لإلك يشكي *** واتخبيت بخلف الباب والا بولفي موجودي من شوقي لك يا شويقي إيدي انمدت ع نهودي *** لاقصف عمرك يا هالديك وطعمي لحمك للجيرة ليش ت صحت وفيقتو ولفي النايم ع صديري *** وياربيع الأخضر شوف رمان اللي ع صديري خبيتو لمحبوبي اشتاق لنهداتو سريري *** وياربي لا تظلمني ودخيلك لا تخطيني وجوزي نام وتركني وجايي ولفي يوافيني *** ان شفت البسمة على شفافي بتسكر من لون الشفة وكيف لو دوّقتك منا غير تا مجنون تصفي *** توبي لونو بلون النار متل بناماتي حمرا وقلبي قايلي بتيجي ياالليلة يا ع بكره *** وجمّع اعواد الحطب وقيد النار على العالي ومعودة بعز الضو يا شويقي اوهب حالي *** غاب الولف ياربي وياريتك لو تعميني وشوبدي بوجوه الناس ان ماشافت عينو عيني *** وهبتك ورد من الشفة ركضت إيدك ع ازراري وياولفي لا تتطمع ما رح حلحل زناري *** مبارح شفتو ببنامي حبي وكملت أوصافو والكان يخاف من الضو دوبني تحت شفافو *** كل البنات ارتاحوا وراحوا للحب التاني وأنا بخيّط برموشي جرحي من الأولاني *** ولالعن بيِّك يا مزارات شو ندرت وماسمعتوني ولما رميتك بالحجار قالوا عني مجنونة

الأحد، شباط ٢٠، ٢٠٠٥

حرية

ع الباب تركنا الشتوية ... والخوف من عيون الناس وعيـــــونا تسأل عينيّي ... عن غنّية وعمر وكـــــاس غنّيـــــة دبلت ع الـــتم عمر ومارق متل الحلم كاسك يا حريـــــة سم والموت بحبّك حيـــــــاة
غرفة منسية جمعتنا ... شباكا العالي مفتوح حيطانا تحاكي مرايتنا ... والخوف مخيّم ع الروح
خوف من الإعصار ال برّه
ومن ياللي نـــــاطرنا بكـره
ياكاس الحريــــــة المــــرة
من مــــرك تحلى الحيـــــاة
سكّتنا الخوف بتنهـــيدة ... قالتها شــفافا ع شفافي
وبشعراتا ضاعت إيدي ... ترســم حلم معطّر دافي
دفيني بحزنك غطيــني
نسّيني أحزان سنيني
يا حرية ضلي اســقيني
عشـــــقي لعيونك حياة
ع جناح اللحظة المسروقة ... ســـــــافرنا برّات الكبت
نكتب ع الورقة المحــــــروقة ... موسيقى تتحدّى الصمت
من صوت الموسيقى رضعنا
كيف ت ع الصمت تعـــــوّدنا
يا حريــــــــــــة إنتي إلنــــــا
وإنتي إلنا يا حيـــــــــــــــــاة

بين الحب والجنس

الحب نثر، فيما الجنس شعر كتاب للكاتب والصحفي والمخرج السينمائي البرازيلي أرنالدو جبور ، وهو من الكتب الأكثر مبيعاً في البرازيل الآن أرنالدو جبور يظهر يومياً بعد نشرة الأخبار الرئيسية، ويعلق بأسلوب يميل إلى السخرية على موضوع ما، غالباً هو الأبرز في النشرة، وتعليقاته السياسية ذكية جداً وملفتة هذه مقاطع من جزء من الكتاب يطلق فيه الكاتب لقلمه العنان في شبه مقارنات بين الحب والجنس

السبت الماضي، كنت أتمشى على الشاطئ باحثاً عن فكرة ما لمقالتي في الجريدة، وإذ بي ألتقي بصديقتين على رصيف لبلون. "مقالتك عن الحب أتت كالصاعقة.." - قالت إحداهما. "وتلك الأخرى أيضاً التي تحدثت فيها عن النساء اللاتي يحلقن ، ولكن حقاً دعني أسألك، ما اعتراضك على أن تقوم النساء بحلاقة المناطق الحساسة؟" تساءلت الأخرى "أبداً، على العكس، أرى ذلك جميلاً جداً، ولكنني لا أستطيع أن أمنع نفسي من رؤية شكل "شارب" مثير جنسياً.. لا أستطيع تجنب ذلك.. يتراءى لي مرة شارب هتلر، ومرة أخرى شارب سارني*، ألا يذكركم شكله في العارضات العاريات بسارني مصغّر.. لذلك.. أرى أنني سأكتب المزيد عن الجنس" قالت إحداهما(عزباء وشاعرية) : "الحب والجنس أمر واحد".. فاعترضت الأخرى (متزوجة وعملية): "لا.. هما أمران مختلفان".. "نعم، لا، نعم، لا،..."..واندلع جدال لذيذ على شاطئ البحر، تابعت مسيري وتركت الجميلتين يتناقشن، فيما يشربن ماء جوز الهند قررت حينها أني سأكتب عن هذه الثنائية القديمة: الجنس والحب وأخذت في مساءلة الأصدقاء والصديقات عن آرائهم.لا أحد يعلم بشكل دقيق، يزاوجان بين طرفي الثنائية إما نفاقاً أو تهكماً، فلا أحد يعلم أين هي الدجاجة وأين هي البيضة لاحظت أن الأشد حذاقة منهم دافعوا عن الحب، كما لو أنه أمر "خارق"، وأما بالنسبة لمن هم أكثر عملية، فقد كان الجنس هو الأمر الملموس الوحيد في رأيهم وطالما الأمر كذلك، فإنني سأدلو بملاعقي الخاصة في هذه الشوربة: للحب حديقة، سياج، مشروع. الجنس يقتحم كل شيء في باطن الأمر، الجنس ضد القانون الحب متعلق بإراداتنا، هو بناء نشيده نحن، فيما الجنس أمر لا يتعلق بإراداتنا، بل أنه هو من يتحكم بها لا أحد يمارس العادة السرية بدافع الحب لا أحد يشعر بالحرمان والعذاب إن لم يكن ثمة شهوة الجنس هو رغبة في التهدئة من روع الحب في الحب، نتخلى عن عقولنا رويداً رويداً، في الجنس، العقل هو من يتخلى عنا الحب بحاجة إلى فكر، وفي الجنس، يقف الفكر حجر عثرة، ما يخدم الجنس فعلاً هي خيالاته الجامحة يطمح الحب إلى إصلاح شامل، أما الجنس فلا يهمه سوى اختراق المحرمات، والخيالات الجامحة ما هي في النهاية إلا محرمات الحب هو رغبة في الوصول إلى الكمال، أما الجنس فهو رغبة في الاكتفاء بالملموس يستمد الحب حياته من تدحرج المستحيل قليلاً نحو الأمام، أما الجنس فهو الرغبة في القضاء على المستحيل، وهنا يقف الحب مرة أخرى حجر عثرة أمام الجنس، مع أن الجنس لا يفعل ذلك مع الحب هل يمكنهما العيش سوية؟ طبعاً، ولكنهما لا يصلان أبداً إلى الرعشة في نفس اللحظة الحب هو أن نكون، والجنس هو أن نمتلك الحب هو القانون، والجنس هو اعتداء على الملكية الحب أكثر عشقاً للأنا، حتى عندما يتحدث كامل الوقت عن العطاء، أما الجنس فهو أكثر ديمقراطية، حتى وهو غارق لأذنيه في الأنانية الحب والجنس كما كلمة فارماكون في الاغريقية: الدواء والسم . يمكن للحب أن يكون سماً أو دواء، وكذلك الجنس - يتعلق الأمر هنا بظروف الممارسة الحب كتابة، فيما الجنس رياضة الحب لا يتطلب وجود الآخر، فيما يحتاج الجنس على الأقل إلى يد بعض أنواع الحب لا تحتاج حتى إلى شريك، وتزهر وحيدة في العزلة والجنون، أما الجنس فلا - هو أكثر واقعية في هذا المعنى بالذات، يبحث الحب عن وهم ما، أما الجنس فهو رغبة شديدة في الوصول إلى الحقيقة الحب في أحيان عديدة هو كعادة سرية**، أما الجنس فلا الحب يأتي من داخلنا، فيما يأتي الجنس من الخارج نحن نصدّر الحب، فيما نحصل على الجنس من الآخرين لسنا ضحايا للحب، بل فقط للجنس يصل الحب أحيانا لأن يصبح سخيفاً، مثيراً للشفقة، وبالأخص في حالات الوله الجارف، أما الجنس فهو أكثر هدوءاً يقولون: "مارس الحب لا الحرب". الجنس يريد الحرب الكراهية تقتل الحب، إلا أن الكراهية قد تشعل نار الجنس الحب لا يكف عن الحديث والشرح، أما الجنس فإنه يصرخ، يتأوه، لكنه لا يشرح كثيراً لطالما وجد الجنس، من زمن إنسان الكهوف، حتى زمن مساجات الساونا، في المقابل، فإن الحب اخترعه الشعراء، ومن ثم تم تكريسه في السينما الأمريكية من قبل اليمين المسيحي الحب أدب، فيما الجنس سينما الحب نثر، فيما الجنس شعر الحب امرأة، فيما الجنس رجل المشكلة في الحب هي أنه يدوم طويلاً، فيما لا يدوم الجنس إلا قليلاً، فالحب يبحث عن "عَظَمة" ما، بينما يحلم الجنس بالأجزاء السفلية . الخطر في الجنس هو أنك قد تقع في الحب، والخطر في الحب أنه قد يتحول إلى صداقة باستخدام الكوندوم، يمكنك الحصول على "جنس آمن"، ولكن لا يوجد أية كوندومات للحب يحلم الحب بالنقاء، فيما يحتاج الجنس إلى الخطيئة الحب هو حلم العازبين، بينما الجنس هو حلم المتزوجين يحتاج الجنس إلى التجديد، المفاجأة الحب الكبير تشعر به فقط في الغيرة(بروست)، الجنس الكبير تشعر به كاستلام للسلطة الحب هو اليمين، فيما الجنس هو اليسار (أو العكس، يتعلق الأمر بالوضع الراهن) حالياً، الجنس هو اليمين. في الستينات، كان الوضع معكوساً، كان الجنس ثورياً، فيما كان الحب كهلاً وهكذا، فلنرَ: الحب والجنس يحاولان إبعادنا عن الموت، أم لا.. لا أعلم، فليساهم من يعلم بإي-ميل إلينا

--- * كان رئيساً للبرازيل في الثمانينات ** لا أعرف ترجمة أخرى للكلمة سوى الاستمناء، وهي أسوأ، لأنها ذكرية بحتة

الجمعة، شباط ١٨، ٢٠٠٥

بين التحرر الجنسي والإخلاص الزوجي

مقتطفات من مشاركاتي في منتدى مدن حول الموضوع
مسألة أن تمارس زوجتي أو زوجتك أو زوجة أي رجل الجنس مع رجل آخر ليست بالتأكيد مصدر سعادة للزوج، بل هي مصدر خيبة وذل وشعور كبير بالانكسار والخسارة

ولكن الوصول إلى هذا الأمر لا علاقة له بوجود حرية أو قمع في المجتمع الذي أعيش فيه، فأنا لا أنتظر من المجتمع وتقاليده أن يضمنوا لي إخلاص زوجتي، ومن يعتقد ذلك هو مجرد أحمق مخدوع

ما يضمن إخلاص زوجتي لي، واستمرارها معي، هو أمر يرتبط بنا نحن الاثنين فقط، وفي اللحظة التي سيقرر أحدنا أو كلانا أن يرحل إلى مكان آخر، فإن هذا سيتم بأسلوب حضاري كأي شخصين بالغين يقرران الانفصال

لا يغير في الأمر شيئاً إن كان قانون بلدي يمنع تعدد الزوجات أو يمنع الطلاق أو كان هذا القانون يرجم الزانية ويعطي لزوجها الحق في قتلها، هذه قوانين على الورق، يتم خرقها مئات المرات في اليوم الواحد، ما يضمن الحياة السعيدة الهانئة فعلاً لك ولزوجتك هو أنت وهي، كيف اختار أحدكما الآخر، كيف تعيشون، وإلى أي حد تتبادلان الاحترام والحب
إن انتهى الحب والاحترام بين الزوج وزوجته، فمجرد بقائهما سوية هو خيانة مقنعة، لا تستطيع كل تشريعات الأرض والسماء أن تمنعها

هل انفصال زوجين، بسبب استحالة استمرار سعادتهما، بما فيها السعادة الجنسية، هو قمع في رأيك؟

القمع أراه في أن على المرأة أن تقبل أن يمارس الرجل حريته الجنسية، ويتزوج ما شاء له من النساء مثنى وثلاث ورباع، بينما على المرأة الطاعة

القمع هو في أن تحلل الأديان والتشريعات والقوانين قتل المرأة لأنها أحبت ومارست الجنس مع من تحب
القمع هو في أن يبقى الشاب (أو الشابة) في سوريا حبيس الخوف والرعب والأفكار الشاذة في كل مرة يفكر فيها بالجنس، حتى إذا ما وصل إلى قرار الزواج، أتى قراره مشوهاً وأبعد ما يكون عن إرادة العيش المشترك وبناء العائلة

القمع في أن ينظر المجتمع إلى المطلقة على أنها شرشوحة خاطئة، وأن كان عليها أن تقبل العيش تحت كل الظروف من أجل زوجها وأولادها (ولكم أن تتصوروا أية تربية ستخرج في ظل ظروف قهرية كهذه)

وفي النهاية عزيزي القارئ، دعك من حديث زوجتي، فهي تحبني وأحبها، ويحب ناقتها بعيري