الخميس، آذار ١٧، ٢٠٠٥

عصفور الجنة

ولإني متلك يا عصفور الجنة بالأحلام جناحي محني بحس بحالي قد العالم والعالم شو أكبر مني شو بدي لما ع شباكي تهدي قدِّملك من قلبي وردة تسقيك الوردة دماتا وجناحاتك تهدى عندي يا طفلي بعيونك عم بلمح رحلة بسمة محتارة تهمس لي بكره رح تتركلي الوردة وترحل.. بهالدنيي متلي

الأربعاء، آذار ٠٢، ٢٠٠٥

أيها الانتحاري الرخيص

شبان يبحثون عن عمل عراقيون حتى النخيل ضحايا هم أصلا حتى قبل أن تقتل نفسك وتقتلهم فجر هذا اليوم ماذا دار في خلدك وأنت تسحب صمام التفجير لتملأ في لحظات طابور انتظارهم دما ويأسا اثر يأس

الثلاثاء، آذار ٠١، ٢٠٠٥

تكملة مقالة حسني البورظان

إذا أردت أن تعرف ماذا في إيطاليا، عليك أن تعرف ماذا في البرازيل" هكذا كان يبدأ حسني البورظان محاولاته العديدة اليائسة لكتابة مقاله الغامض، قبل أن يتدخل غوار، فيعكر عليه، بأحد مقالبه، صفو إتمام ذلك المقال. وهكذا رحل حسني البورظان، ولم يتمم مقاله، ولم نعٍ - نحن المشاهدين - الهدف الذي كان يريد حسني الوصول إليه من تلك العبارة الغريبة. فكان أن جاء علي -أو علوش كما يناديه المحبون- وعرف ماذا في البرازيل ، إلا أنه قرر، لغاية في نفسه، أن يحوّل غاية المقال، فبدلاً من أن تكون معرفة ما في إيطاليا، جعلها معرفة ما في سوريا، ولكم في ذلك عبرة يا أولي الألباب!! لحسن الحظ، ليس ثمة غوار يعكر صفو إتمام المقال، فهاكم!! "إذا أردت أن تعرف ماذا في سوريا، عليك أن تعرف ماذا في البرازيل" ماذا في البرازيل؟ (1) التفاوت الطبقي: وهو الأعلى والأحد بين شعوب العالم قاطبة، وأصله قديم ومغرق في القدم، فالمجتمع البرازيلي نشأ مع قدوم المهاجرين الأوروبيين البرتغاليين منذ خمسة قرون مضت، وبعدهم جاءت هجرات أوروبية عديدة، وهجرات من بلاد العرب، ومن اليابان وباقي دول شرقي آسيا، إلى أن تكللت هذه الهجرات بهجرة علوش في نهايات القرن الماضي. طبعاً، كان هناك الهنود الحمر، وهم السكان الأصليون، وقد تحول كثيرون منهم، كما الزنوج المستقدمون من أفريقيا، للعمل سخرة في أراضي الإقطاعيين والملاكين. بمرور السنين، وانتهاء العبودية بشكلها القديم، تحول هؤلاء العبيد إلى طبقة فقيرة تقبل العمل مقابل سد رمقها، وتكاثروا فيما بينهم، أو أن بعضهن قد حبلن من السادة البيض، فأضفن إلى طبقة الفقراء بعضاً من ذوي الشعر الأشقر والعيون الزرق، واستمرت الحال، واستفحلت إلى أن صارت إلى ما هي عليه الآن.. وما هي عليه الآن؟؟ الجريمة، والاحتقان، وبعض المفاهيم المغلوطة من نوع أن الفقر مرتبط بالشرف، والغنى مرتبط حتماً بالفساد والظلم. كيف ينظر المثقفون إلى هذا الموضوع؟ فئة لا بأس بها ترى أن التفاوت الطبقي عائد إلى الفساد، وأخطاء الحكم، ويرى الخلاص في مساواة تضع الجميع في سلة واحدة، ولا يخفى على النبيه أنها ستكون ببساطة "سلة الفقر" لحسن الحظ، اليساريون الذين وصلوا إلى الحكم مؤخراً، كانوا أكثر حكمة، فعرفوا أن عليهم أن يحترموا آراء رجالات الصناعة والانتاج والاقتصاد، ورغبات المستثمرين الأجانب، فأسكتوا أصوات متطرفي اليسار، ولم ينسقوا إلى رغباتهم الجامحة في الوصول إلى "كوبا" جديدة!! فماذا يوجد في سوريا؟(1) لا يوجد في سوريا تفاوت طبقي واضح، ولكن يوجد ما لا يقل عنه بشاعة ولؤماً: الطائفية والطائفية في سوريا، كما التفاوت الطبقي في البرازيل، لها جذورها المغرقة في القدم، منذ محمد، وربما قبل محمد (ولو أن بعض المثقفين الظرفاء يصر إلحاحاً أن براءة اختراع الطائفية تعود لحافظ الأسد، بينما يرى بعض منهم أن عمرو الخير أجدر بتلك البراءة!!!!!) وكما في البرازيل، يحاول البعض حل مشكلة الطائفية بجعل الطوائف جميعها طائفة واحدة، وهي طبعاً طائفة الأغلبية، على أساس أن هذا أقصر السبل للقضاء على الاحتقان، وبالتالي على الجريمة والإرهاب (أذكّر: البعض يرى أن جعل الجميع فقراء في البرازيل سيقضي على التفاوت الطبقي، وسيخفف من معدل الجريمة والنهب والسرقات) في الحالتين، هناك خطآن على الأقل: الأول: أن النتائج الإيجابية غير مضمونة، أي أن القضاء على الجريمة غير مضمون الثاني: وهو االأشرس، أنك ستحصل بالنتيجة على مجتمع أسوأ بكثير مما هو عليه الآن، ستحصل على مجتمع ميت!! ماذا يوجد في البرازيل؟(2) نظرية المؤامرة وكرة القدم:، وكرة القدم في البرازيل ليست مجرد لعبة، إنها إحدى محركات حياة المجتمع البرازيلي، فكل أسبوع، هناك يوم أو يومان، تسهر فيهما مدن البرازيل على ضجيج احتفالات المشجعين بانتصار أنديتهم (أو بانتصار المنتخب )، وفي اليوم التالي تشتعل الأحاديث في كل شارع عن تقييم ما حدث، وتخبيصات التحكيم، ولا يخلو الأمر من تعليقات الشماتة، والنكت القديمة والمستحدثة. تصوروا!! هذا الجو لا يروق للبعض، وهنا مربط الفرس!! فتراهم يتنطعون بحديث من نمط أن كرة القدم كانت خطة تآمرية نفذتها بإحكام الامبريالية المتعاونة مع الأنظمة الديكتاتورية لإلهاء الشعب البرازيلي عن التفكير بالثورة على واقعه المرير!!! طبعاً، كرة القدم والأنظمة الديكتاتورية، والامبريالية من خلفهما أبرياء من هذه التهمة، براءة الذئب من دم يوسف فمن هم من يدعون ذلك؟ نوعان: الأول ظراطة من بقايا الشيوعيين، وأقول ظراطة لأن خيرة الشيوعيين إما قضوا تذويباً بالأسيد على أيدي النظم الديكتاتورية المجرمة، أو استخدموا عقولهم وبدؤوا ينظرون بواقعية وحكمة إلى كيفية تطوير بلدانهم دون جرها إلى مستنقعات الثورجية، ومحاربة الامبريارية(!!!) التي لا يعلم كنهها أحد!! النوع الثاني: هو نوع "لويزينيو" الذي فاجأني بهذا الحديث عن كرة القدم، فحسبت أنه من النوع الأول، ولكن علمت بعد حين أنه من عشاق كرة القدم الامريكية، وأنه لا يترك مباراة في الإن إف إل دون أن يتابعها على القناة الرياضية(الامريكية) المدفوعة !! فماذا يوجد في سوريا؟(2)
نظرية المؤامرة وحكم الأقلية: مسيرات التشجيع لكرة القدم، تقابلها مسيرات تطبيلية وتزميرية شبيهة في سوريا، للحاكم!! طبعاً، الحاكم والدولة والحركة التصحيحية لا يحملون للشعب السوري نفس المتعة التي تحملها كرة القدم للشعب البرازيلي، ولكن الطرفين يجتمعان في أمرين اثنين: الأول:أنهما أبرياء من فقر وتخلف شعوبهما، وأمراض مجتمعاتهما، براءة الذئب من دم يوسف.. كما أسلفنا والثاني:أن كرة القدم قد جعلت بعض البرازيليين الفقراء المعدمين - مثل رونالدو - من أثرى الأثرياء، وكذلك فإن التعليم المجاني والجيد الذي وفرته الدولة في سوريا، قد جعل الكثيرين ممن ولدوا في أسر فقيرة من أثرى الأثرياء: أطباء ومهندسين تفاخر بهم سوريا العالم بأسره.. ماذا يوجد في البرازيل؟ (3) الشواطئ: فالبرازيل تعج بالشواطئ الخلابة الرائعة، وشواطؤها تعج هي الأخرى بالأجساد الفاتنة الساحرة (يعني شي بيمجد الخالق عز وجل) أجمل ما في هذه الشواطئ أنك إن دخلتها تصبح للتو ذرة ضائعة في نسيج واحد من آلاف مؤلفة من البشر، فلباس البحر الاقتصادي (والاقتصادي جداً بالنسبة للفتيات ) يساوي بين جميع طبقات الناس: الغني والفقير، السياسي، والمزارع، واللص، ومهندس الانفورماتيك. ربما، لهذا السبب، فإن جميع البرازيليين، أو أغلبيتهم الساحقة على الأقل، يعشقون الشواطئ، وترى حتى الفقراء منهم، يعملون طيلة الأسبوع، لينفقوا ما جنوه في رحلة إلى إحدى هذه الشواطئ الرائعة. طبعاً، وكما هو متوقع في مثل هذه الحالات، ترى تجار المخدرات يتهافتون إلى نشر بضاعتهم في شاطئ خلاب كشاطئ "كوباكابانا" ، وكذلك - وهذا هو الأسوأ حتماً - فإنك ترى اللصوص على أبواب الشواطئ يتلقفون كل من قد توحي ملامحه بأنه سائح أوروبي و أمريكي، (أي ضحية ساذجة وشهية للسلب والنهب)، فيساهمون بذلك في الإساءة إلى البلد، واقتصاده الذي يمكن أن يتحسن بتحسن السياحة، وبإقبال الأجانب بدولاراتهم ويوروهاتهم على زيارة البرازيل. فماذا يوجد في سوريا؟ (3) الجوامع: طبعاً، لا يخفى على أحد أنه، على غرار تعدد الشواطئ في البرازيل، فإن هناك عدداً خرافياً من الجوامع في مدينة دمشق، ويكفي أن يتواجد المرء في أي حي في دمشق ساعة الصلاة، ليستمتع بالأذان القادم من جهات عديدة، بطريقة تذكر بغناء الكورال في الأوبرا (طبعاً لمن لا يعشق هذا الفن الجميل ). وهذه الجوامع تتفق مع شواطئ البرازيل أيضاً في أنها جميلة ورائعة بحق، ولعل أجملها على الإطلاق مسجد أمية الرائع، والذي لمت نفسي مراراً على البقاء عشرة أعوام كاملة في دمشق قبل أن أكحل ناظريّ بزيارته، والتنزه في أرجائه. تتفق الجوامع مع شواطئ البرازيل أيضاً أنها تمجد الخالق سبحانه وتعالى ، وهذا هو الغرض منها أصلاً، لولا أنها - وفي حالات عديدة - تحولت من تمجيد الخالق، إلى تمجيد العباد، هذا الطرف أو ذاك، أو حتى الطرفين معاً في نفاق ما بعده نفاق. هذه الجوامع تستقطب بشكل مثير للدهشة كل فئات المجتمع، من فقير وغني، من لصوص وضحايا، بل أن التهافت عليها، وإنفاق الأموال المدخرة على بنائها، يصبح في أحيان عديدة دافعاً للتفاخر والمباززة. وكما في شواطئ البرازيل، ترى تجار تغييب العقول يحاولون هناك بيع بضائعهم الفاسدة، ثم أن بعضهم ينقض على غرائز الكراهية النائمة عند بعض المراهقين والمحرومين فيعمل على إذكائها وإشعالها، ليؤجج نار الطائفية والحقد، ويحول هؤلاء الأشخاص إلى أدوات للجريمة والإرهاب، ليزرعوا الخوف والريبة في كل مكان، وليجلبوا على دولهم الفقر والويلات، وما عهود الخونجية السيئة الذكر إلا عبرة لمن يعتبر. ماذا يوجد في البرازيل؟ (4) الكرنفال: وهو احتفال يعم البلاد قاطبة (ولو أن الشهرة الأكبر هي للريو)، فخلال اسابيع ثلاثة، تتوقف البلاد تماماً، ليحل الرقص والفرح واللهو مكان العمل والشقاء والبؤس. في هذه الأسابيع، يغدو مسموحاً كل مالم يكن مسموحاً به خلال باقي أيام السنة. هناك الكثير من البرازيليين، مثقفين أو من العامة، ممن يعارضون بشدة هذه الاحتفالات، وينطلقون من أن فيها استهتاراً بخصوصية البرازيل، وتحويلاً لها من بلد بحاجة للعمل والتطوير والنمو، إلى عاهرة يتمتع الآخرون بالتفرج على أثدائها العارية المترجرجة فوق العربات المزينة. وهناك آخرون، يرون جمالاً لا يضاهيه جمال، ورسالة لا تعلوها رسالة، في هذا التعبير الإبداعي الصارخ والغامر عن الفرح ومحبة الوطن بكل ما فيه من مواطنين وأحداث وأرض وتاريخ. حسناً، ولكن خارج حلبات الرقص والاستعراض، تنشط الشرمطة والقوادة إلى أعلى حدودها، وبما أن هؤلاء لا يجيدون الرقص، فإنهم يكتفون بالتفي الأماكن العامة وعلى قارعة الطريق، فيصبغ نشاطهم الزائد هذا كامل الكرنفال بهذا الطابع، لذلك تجد أن الفكرة العامة عن الكرنفال لدى معظم شعوب الأرض هي أنه مجرد سوق للسياحة الجنسية، وفي هذا ظلم شديد، والمطلع على جماليات الكرنفال وحكايات الكفاح فيه يدرك الفرق الشاسع. فماذا يوجد في سوريا؟ (4) ربيع دمشق: ولا أقصد هنا ذلك الربيع الذي يأتي كل سنة بالخير والجمال وأزهار اللوز، بل ذلك الربيع الذي أتى مرة، ويقول بعضهم أنه سيعود قريباً، فيما يقول آخرون أنه لن يعود أبداً!! وفي هذا الربيع، كما في كرنفال البرازيل، يصبح مسموحاً جل ما لم يكن مسموحاً به ، فتقام المنتديات، وتنطلق المناظرات والندوات، ويعبر الجميع عن فرحتهم بقدوم الربيع. طبعاً، هناك الكثيرون من مثقفي سوريا، ومن العامة، ممن عارضوا ويعارضون ربيع دمشق، ويرون فيه استهتاراً بخصوصية سوريا، وحرفاً لها عن الهم الأساسي في الصراع مع الصهيونية والامبريالية، وفرصةً لتكالب القوى الخارجية على جسد الأمة المنشغلة بتصفية حساباتها الداخلية. وهناك آخرون، يرون أن فتح المجال للحوار الديمقراطي البناء، وإعطاء الجميع حرية التعبير، هو الوسيلة الأنجع لتقريب النفوس، فغرض الجميع بالنتيجة هو مصلحة الوطن بمواطنيه وأرضه وسمعته وتاريخه. حسناً، ولكن هناك من يدخل الاستعراض، على حين غفلة، وهو لا يجيد الرقص، فيستعيض عن الرقص بكشف مؤخرته البشعة: لا عجب.. إنهم الخونجية وأشباحهم من منتعلي طواقي الإخفاء، يفسدون روعة الربيع بإخراج الأحقاد القديمة، والتلويح بالانتقام للهزائم الماضية. وكما سياحة الجنس، أصبحت لدى الجميع هوية ظالمة للكرنفال في البرازيل، فغطت على جماليات وإبداع مصممي ومنفذي عروض الكرنفال، فقد أصبح الخونجية وأطيافهم، وللأسف الشديد، عنواناً خاطئاً وظالماً لربيع دمشق!! ماذا يوجد في البرازيل؟ (5) التبعية الاقتصادية كما حال معظم دول امريكا اللاتينية، فإن البرازيل تعاني من تبعية اقتصادية مرعبة للولايات المتحدة الامريكية، وأصول هذه التبعية تعود إلى عهود قديمة، ومنها أصول غير مباشرة تتعلق بالتطور البطيء لهذا البلد الزاخر بالثروات مقارنة ببلدان العالم الأول، وأصول مباشرة تتعلق بسياسات اقتصادية سفيهة ارتكبتها الحكومات المتلاحقة، ديكتاتورية وديمقراطية، منذ خمسينات القرن الماضي، فأغرقت البلاد في ديون متراكمة تستطيع البرازيل بالكاد دفع فوائدها. من بين هذه السياسات الاقتصادية السفيهة، كانت بناء مدينة كاملة لتكون عاصمة للبرازيل!!! فبرازيليا، مثلاً، لم تكن توجد أصلا على الخارطة بل أنها بنيت إثر قرار من أحد الرؤساء "الخالدين" لتكون عاصمة فيدرالية للبلاد، ومن أجل ذلك ورطت الحكومة البلاد في قروض مرعبة الفوائد. هذا القرار، كان بداية حلم، فحكومات تلك البلدان، كانت تعتقد أن البرازيل هي بلاد المستقبل، وأن النهوض بها، ولو بطريقة طفولية غير مدروسة، أمر لا جدال في صحته، فثروات البلاد ستتكفل بدفع الديون، في حين سينعم أهلها بكل ما وصلت إليه بلدان العالم المتقدم من نهضة عمرانية واقتصادية وحضارية!! فما الذي حصل؟ هذا القرار، وأمثاله من القرارات، جعل البلاد ممسحة ابراز الاقتصاد الامريكي، إذ كلما مر ذلك الأخير بأزمة، تداعى له الاقتصاد البرازيلي بالسهر والحمى وهبوط قيمة العملة، وهبوط الأسهم في البورصة!! فماذا يوجد في سوريا؟ (5) الحلم العربي وهذا الحلم لم يولد في الخلاء، ولا في صحراء مقفرة، بل أن له أصوله، منها أصول غير مباشرة كاللغة العربية الجميلة، وأشعار طرفة وعنترة والمتنبي.. ومنها أصول مباشرة تكمن تحديداً في رؤية الحزب الحاكم الأوحد، حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي ينطلق في أول أهدافه من الوحدة مع العرب من المحيط إلى الخليج!! هذا الحلم هو الذي جعل سوريا تقف مع لبنان في أزمته، ومن ثم مع الكويت بعد غزو صدام لمدنها وشوارعها وقصور أمرائها، وبعد وقبل، مع كل فعاليات المقاومة اللبنانية والفلسطينية في حلقة الصراع الأزلي ضد الاحتلال الصهيوني . فهل من داعٍ أصلاً لوجود هذا الحلم؟ وهل له فعلاً مبرراته المنطقية المقنعة؟؟ لا يهم!! فالمهم أن هذا الحلم العربي اشتعل بصدق الأطفال في قلوب من اعتنقوا هذه الفكرة، وعملوا على تحقيقها، وكلهم أمل أن مارداً سيخرج من هذا الوجود العربي المليء بالتناقضات والأحقاد والمعارك الأزلية، وأن هذا المارد سيهز عروش عمالقة الامبريالية والرأسمالية!!! ثم أن هذا الحلم تحول إلى أمر بديهي في نفس كل سوري، فأخذ يحلم هو الآخر، وتترقرق دموعه مع كل قصيدة شعرية تمجد التاريخ العربي، وتطمح إلى إعادته!! فكيف قابل العرب هذا؟ هل ثمة داعٍ للإجابة؟