الخميس، نيسان ٢٠، ٢٠٠٦

بتتذكّري يا شام

بتتذكّري يا شام في مرّة صبي قلبو طِهِرْ أبيض مِتِلْ توب النبي نايم ع جرحو مفكَّرِا عتْمِ الدّني ما شافِكِ وْعطْر الحلا عمْ تسكِبِي
***
ما ضل يسمع كلّ الحكاية بْقلبك سكن دمعة مخبّاية واسودّ قلبو وصار عينو تشوف كلشي لحزنو ودمعتو مْراية *** قولك يا شام اليوم رح يسمع صوت الفَجِرْ وعْيونو رح تدمع يعشقْ مِتِلْ ما كْتير عِشقوكي يعلقْ بِحِضنك ما بقى يرجع ***

الأحد، نيسان ١٦، ٢٠٠٦

حب من طرف واحد

ما همَّ لو أحببتني أو لم تشأ ليلي، بلا وردٍ، تخضّب بالعبير وأضلعي مشدودةٌ أوتارُها إن تلمسِ الهواءَ قربَها ترتّلِ الشذى في راحتيْ نايٌ شجيّ إن شدا لم تدرِكِ الأرواحُ غايتَه أتراهُ يشكو من نوى أم يحتفي مطرَ الهوى إن كنتُ أحزنُ من جفاكَ فإنَما أسفاً على فردوسِ عشقٍ لم تلِجْه ومرتعٍ للحسِّ لم تظفرْ به ودقائقٍ من سكّرِ رُشّت على قسماتِ أيّامي ومحافلِ الأسرارِ: أحلامي إن كنتَ لم تذُقِ الهوى أدعو لربِّ العشقِ يمنحْك اللظى عارٌ عليهِ صقيعُ روحِكَ يومَها، لا فرقَ إن بودلْت حبّاً أو حظيْت بكل هذا العشق صبّاً

الجمعة، نيسان ١٤، ٢٠٠٦

حبي لكِ

حبي لكِ لم يُسْبِلِ الجناحَ بغتةَ ألقى على شبّاككِ حُنّاءَه وتذوّق العسل السخيّ كأنما، خلْف الإناء بدت له قضْبان سجنٍ رابضٍ فأشاح عنكِ هائماً حتى إذا ما صدّه المطرُ ارْعوى وإليكِ آب مسلّماً كفَّ المدى * * * حبي لكِ أمسى فَراشَ الضوء جمرُ الموتِ يجذبُه ويشتعلُ الجناحُ فيستحمّ بماءِ آلهة القضاءِ تمدُّه بأصابعٍ قدريةٍ نردٌ بخنصرِها *** حبي لكِ أخفى دواوينَ البلاغة والبديعِ ونغمةَ الأوتار تحت الصخْرِ راح يقلّبُ الأحجارَ بحثاً عن ثمارِ البرْدِ يَخْزنُها إذا ما هدّه التعبُ ارتمى متضرّعاً لشفاهكِ لكنّكِ، والحَبُّ يقصمُ ظهْرك، لم تسمعي *** حبي لك ملأ الوهاد رَشَاً عِطاشاً تملأ الكأس الطّموحَ دماً فإن خشيَ الذئابَ ترومُها اقتربَتْ يداه ترومُ ماءَ النبعِ وارتعدتْ ذُعوراً إذ رأت في الماء وجهَ الذئبِ يقتربُ *** حبي لك ما كان أن يحيا بلا شِعرٍ يَهَبْه جَوانحاً يسمو بها يتقمّص العصفورَ والفَراشَ والنملَ الحثيثَ، وبعدَها إن ألبستْه معاركُ الأيّام جلدَ الذئب لمْ تلبث إلى جنّاتِ صدركِ روحُه تسعى

الخميس، نيسان ١٣، ٢٠٠٦

لقمتان لا أكثر

يتوقف عالمي اليوميُّ الاعتيادي جداً، كي تغرف أصابعي عبقاً طفولياً طافحاً،
وتتاخم شفاهي أغنياتٍ تلتها أعينٌ في زرقة الأحلام.
هاهي الشمس تخترق مطر اللحظة، لتسكب فوق جلدي حكايا جدّتي العمياء،
ولتطلق السماء آخر توجعات مخاض قوس قزح. تتوافد الأصوات شاردةً إلى
الصالة الباذخة، ويعلن المساء المداري بدء طقوس عرس ابن آوى. ينتهي العرس، تتقلّص المدينة، أشعر بضيق المكان، أتصبب عرقاً بارداً.
تختفي الحافلات بغموضٍ على جسور لا إرادتي. وتحت اصطكاك أسناني،
تتهاوى المباني الشاهقة. ترتعد فرائص الأفق، لتنتعظ خلف الخوف جبال
من الصخور البيض. تبتلع الشوارع العريضة مراكب الرحيل، وتستل من
جوف الحوت المنتحر مركبها الأخير. يتضاءل المركب ليصبح صحناً خشبياً من الشرق البعيد، وإلى جانبه، تنظر
بسخرية إلى وجهي الذاهلِ لصاقةُ الثمن الباهظ على قطرميز الزيتون المستورد.
أتناول لقمتين لا أكثر، ثم أعود بسرعة إلى حافلتي الصباحية.

الاثنين، نيسان ١٠، ٢٠٠٦

أين المفر؟

لن أعرف الفرار يا أمّاه فها أنا أسير جلدٍ خيّطته - على ضياء سراجها الشحيح - جدّتي أكاد أسمع فأس جدّي تحطّب العظام من قلوع الصخر تحت البرد والمطر ليكسوه أبي لحماً أخزنه كديّة أبديّة عيناي كوكبان يسرقان الضوء من نجومٍ قد لهت - بالأمس - فوق سطوح حارتنا وضحكتي - في طرفها - يلوح طيفٌ غامضٌ
لحبائلٍ معلّقةٍ بأذرع الزيتون هذا دمي الذي ترين في عروقي : لا أزرق، لا أحمر إن هو إلا أغانٍ تردد رائحة الزعتر أمّاه، ثمّة وشمٌ فوق زندي أخبريني - قد نسيتُ- متى رسمتِ هذا الوشم؟ وذاك الجرح في كفّي ، أتذكرينه ؟ أبشري، أمّاه، قد شفى لكنه اليومَ أخرج لي من تحت طبقاته حصىً بيضاءَ أعرفها حصىً لدروبٍ
لم تزل خطاها أسطراً مكتوبة
على سويداء الجبين