الخميس، نيسان ٢٨، ٢٠٠٥

نوبة

لـمـا الحـنـيـن يـطــوف يركـض طـفـل ملـهـوف مــن عـتـمـة الأفكــار بسـطّـر أنيـنـي حـــروف حزني سرق شمسي يومـي صـدى أمـسـي يـا عيونـي غــطّ اللـيـل شـدي الغطـا وانسـي يـــا بــكــره لا تـمـنّــي قـلـبـي شــبــع عــنّــة صفّـى الحلـم كـابـوس والـــذاكــــرة جــــنــــة عـصّ التـعـب ع الــروح مـــلاّ الحـنـايـا جــــروح يـــا رفـيـقـة ضـمـيـنـي خـلـي الغمـامـة تــروح

الجمعة، نيسان ٢٢، ٢٠٠٥

بيتي هالفضا

ما بعرف وين بدي عيش عايش بالسما بالعالي كل يوم بلاقي لوحة إرسما طاير فوق حدود الوقت وتاخدني الإيام بجناحاتي قل الريش وماقلوا الأحلام كل العالم عندا بيوت وبيتي هالفضا بيتدّفوا بورقات العمر ودفّاني الرضا سطّرت حروفون ع دربي الضايع بالمدى كل اللي فتحولي بوابون ما ناسي حدا

هالأسمر اللون

هالأسمر اللون...هالأسمراني تعبان يا قلب خيوه.. والشوقِ أضناني يا سمرة غنيلي ضوي مواويلي من عيني صبيلي كاسك ورا التاني يامِّ الجدايل سود مدي الأيادي جود بحضنك أنا مولود بعدك يا ضيعاني يامِّ العيون الحور ضوّي بقلبي نور لو مهما دربي يدور بتضلّي عنواني يا ليل يا بو الأسرار قلبك هنايي صار جرحي نزف أشعار ت ارتاح شرياني

في عيد ميلاد ولدي

متل اليوم كانت أول مرة شفتك ع حفّة هالقلب حملتك ع صفحة بيضا صوّرتك والريشة خليتا عندك هاك اليوم لما باطلّع بعيونك وقت اللي بتهدا ع جفونك بسمة تغزل شال النوم قلبي بيهمسلك شو بدي شوفك يا حبيبي قدي يابكره، لو تيجي اليوم بتمر قبالي كم صورة والصورة بتخزّق صورة متل اليوم ال يمحي يوم بحس بعمري تسرسب مني وقلبي بيصرخ لأ ياإبني لا لا تكبر.. لا لا تصدق خليك زغيّر ع قدّك لاتخلي هاللحظة ال تمرق يجرح شوكا الورد بخدك لا لا تخلي اللهفة تسرق تكّة زغيرة بساعة سعدك عيش بقلبك.. عيش بعمرك من هاليوم

الخميس، نيسان ٢١، ٢٠٠٥

مشتاقتلك

مشتاقتلك بدي شوفك ومابعرف هلق لو شفتك
شو رح تحكي وشو رح قلك يمكن تزعل وتزعلني ومتل الأول ضل اشتقلك رح إحكي من برّه قلبي
لكن صدّقني ان قلتلّك خليك بعيد بهالغربة وخليني وحدي إشتاقلك مشلوحة برات الغفوة دوّر باوراقي عن كلمة دور عن صورة عن رسمة تنسيني إتذكر حبك كل الإشيا بتذكرني بترسم فوق شفافي بسمة حتى البسمة بتعذبني ماالبسمة مرهونة عندك يمكن تسمعني وما تصدق كل اللي عم قولو هلق وتسألني من بعد الفرقة شو اللي فيّقني ع حبك رح قلّك هلق رح قلّك إيام ال قضّيتا وحدي كتبتا ع وراق الرسايل والرسايل ضلت عندي وما بعمرا وصلت لعندك

الثلاثاء، نيسان ١٢، ٢٠٠٥

خربشات على دفتر الغربة

من المسائل التي تؤرقني هذه الأيام هي هذه الازدواجية التي بدأت ألمسها في حياتي، بين جذوري وفروعي، بين أصولي وحاضري، بين انتمائي بحكم المولد، وحقيقتي الواقعة. الازدواجية عندي هي مرادف النفاق، وكوني أكره النفاق وأدعي أنني شديد البعد عنه، كان لا بد لي أن أبحث عن مصدر هذه الازدواجية؟ المغترب، أي مغترب، يعيش بلا شك ازدواجية ما. تختلف هذه الازدواجية من شخص لآخر، ومن مجتمع لآخر، بحسب طبيعة الشخص نفسه، وطبيعة البلد الذي هاجر إليه. لو نظرنا إلى العرب المهاجرين إلى استراليا والولايات المتحدة لوجدنا أنهم عامة يتمسكون بأصولهم العربية، والعربي المهاجر إلى تلك البلاد يستطيع أن يصل بسرعة أكبر إلى معاهد وجمعيات تحاول مساعدته والأخذ بيده، بينما لا أجد هذا ولن أجده يوماً ما هنا في البرازيل، فالجمعيات هنا رمزية، ولا يأخذها أحد على محمل الجد. إلا أن لهذه الظاهرة وجهاً آخر مؤلم، وهو أن تلك البلدان بالذات (أقصد الولايات المتحدة واستراليا)، وبما أظهره سكانها من مقاومة في تقبل الوافدين من بلدان العرب، دفعت بهؤلاء العرب إلى سلوك هذا النهج، والالتفاف فيما بينهم للحصول على الحماية المطلوبة والقدرة على الإقلاع في رحلة الكفاح والعمل. على العكس من ذلك، ففي بلد كالبرازيل، لا تجد هذه الدوافع، فالتعالي على الجنسيات الأخرى معدوم، بل أنك قد تجد على العكس تماماً، نوعاً من الشعور بالنقص إزاء من يتكلم لغة أخرى أو لكنة غريبة. أذكر أنني في أحد الأيام اتصلت بصديق لي في فرنسا على هاتفه المحمول، وطبعاً بادرت إلى مكالمته بالعربية، إلا أنه فاجأني بأن أخذ يخاطبني باللغة الفرنسية، وشرح لي أنه الآن في اجتماع عمل، وأنه سيخاطبني من البيت بعد ساعة. كما قلت، استغربت تصرفه، ولكنني طبعاً أدركت بسرعة أن حديثه بالفرنسية في ذلك الموضع كان حرصاً منه على مشاعر وفضول من يشاركونه اجتماع العمل، هذا النوع من الحرص يختلف في أوروبا عنه في بلاد أخرى، وأذكر أن أحد السويديين - ممن عملوا لبعض الوقت معي في نفس الشركة - صارحني مرة أنه يستهجن قيام البعض هنا بالتحدث بالبرتغالية في وجوده، وأن مثل هذا التصرف في أوروبا قد يكلف المرء عمله!! أعترف أن ما يجول في خاطري، وأرغب في وضعه في هذا الموضوع، لا يمكن تحديده بفكرة واحدة، إلا أن ما دفعني الآن إلى الكتابة هو سبب محدد: علاقتي مع مدن أرعبتني منذ فترة قصيرة فكرة أن حياتي تسير بي نحو عالم افتراضي لا علاقة له إطلاقاً بواقعي اليومي، هذا الواقع اليومي الذي يتطلب مني تفاعلاً دائماً وحضوراً تاماً، في عملي وتعاملاتي، وقبل كل شيء: أسرتي. أرعبتني فكرة أن سعادتي الصغيرة التي ألهث وراءها خلال نهاري هي في عالم افتراضي لم أكن لأرضى به، أو لأغرق فيه لو لم يحمل لي ما فقدته في الحقيقة: لساني ولغتي وذكرياتي، وقبل كل شيء: أمنياتي وأحلامي التي تركتها تموت حصرماً على عناقيدها اليائسة. أرعبتني فكرة أن جل من أسعى للقائهم والتحدث معهم، وأنشد عندهم دواء جراحي اليومية، هم أشخاص افتراضيون، لو أنني التقيت بهم أيام كنت في دمشق، لأعرضوا عني، ولأعرضت عنهم، ولربما في أفضل الأحوال إن تعارفنا ما كنا وجدنا حديثاً واحداً مشتركاً. في العالم الافتراضي، كل الاشعار جميلة، كل الأفكار خلاقة، كل النجاحات الصغيرة منجزات خرافية.. لكن العالم الحقيقي أقسى وأشد رتابة ومللاً. هذه الأيام، أشعر فعلاً أنني مهاجر أكثر من أي وقت مضى، والسبب هو أنني عدت عبر هذا العالم الافتراضي الملعون إلى عالم فررت منه هائماً على وجهي، عالم كم أرهقني ووضع فوق كتفيّ أحمالاً من أخطاء مصيرية ارتكبتها مخيّراً أم مسيّراً، عدت بعد أن كنت قد بدأت أجني ثمار مشواري الجديد، مشواري الذي ضمن لي حلماً طالما داعب مخيلتي: نقطة صفر جديدة لا يؤرقني كثيراً شأن عدم تعلم أولادي للغة العربية، مع أنه يحز في نفسي ألا يقرؤوا ويفهموا ما كتبته لهم وعنهم.. أن يحادثوا أهلي وأخوتي، ويرووا فضولهم لمعرفة الأرض التي شهدت مولدي وطفولتي وشبابي. لا يؤرقني هذا الأمر، وتبريري الجاهز هو أنني حصرت اهتمامي في أن يتلقوا تربية وتعليماً حقيقياً أولاً.. أن يمارسوا حياتهم بطبيعية، وأن أستكشف معهم - دون أي قسر - ميولهم وتطلعاتهم.. كل هذه الاهتمامات لا تتطلب تعلم اللغة العربية التي لا يربطهم بها سواي.. أشعر بالأنانية إن أسرفت في هذا الأمر!! لا أريد أن يفهم كلامي أني نادم على الغربة، فهي كانت ضرورة وجودي، وفيها استعدت احترام ذاتي، وحققت جزءا لا بأس به من طموحاتي، الا أنها في النهاية تجربة انسانية أحب أن أشارك بها آخرين، لأستفيد ويستفيدون، وهذا هو غرضي من الكتابة هنا، ومن أي تواصل أقوم به من أي نوع.