الأربعاء، أيلول ٢٨، ٢٠٠٥

من وحي أبو علي بودلير

من زمن طويل كنت أقرأ بودلير (أزهار الشر) وخطرت لي ترجمته بشكل شعر، ولكني هذه الأيام بعد أن أعدت القراءة، أشعرني بودلير أنه زجال منبري لمن يود قراءة الأصل بالفرنسية وترجمته الانجليزية، هاهو الرابط وهاهو اقتباسي : بْليلة تغنّى الخمر جوّه الخوابـي وقـال
رغم الحبس والأسى وبرد الحجر عندي من ضوِّ روحي أنـا بهديـك هالمـوّال
يا رفيق ما لو حدا حبّـو صـدق قـدّي *** سقيوا كرمهم عرق ودموع أحلى النـاس
بعرف أنا ع العنب شو جدّوا واجتهـدوا تعبوا ت وهبوا حياتي روح من ألمـاس
كرمال عينون أنـا المعـروف رح ردّو *** قديش بفـرح إذا دمّـي انهمـر شـلاّل
جوّه صدر منهلك تعبـان مـن شغلـو ما عاد إرضى البرد بجرار من صلصال
بدّي بصدرك انقبر مافـي قبـر متلـو *** كرمال يضْوي الفرح بعيون مين حبّـك
رجِّع لتمّ الصبي بسمـة طفـل فرحـان رح صير ترياقك ورجّـع دفـا قلبـك
سلّم حياتي إلك يا رفيقـي يـا إنسـان *** بجوفك يا شاعر ع أكل الآلهة مفطـور
دمي انهمر بالشعر فكرك نـزل شـلال وحدو العشق للشعر ببدر شتايـل نـور
تطرح ورد للسما يعلا ت خـدّا يطـال
***
قصيدة أخرى، وربما يكون هناك قصائد قادمة، هي طائر القطرس، تجدون الأصل على هذا الرابط، وها هو اقتباسي:
إيام أهل البحر بدّون ت يتسلوا... بيصيّدوا القطرس طْيور البحر هالجانحا بعرض السما، بيتسابقوا بهالجوّ بيضلهون، ما بيزهقوا، عم يلحقوا الأسفار.. خلف السفينة المارقة فوق الألم والنوّ *** أول ما توقع هالمُلُوك الجوّ ع رصيف السفن شو مبهدلة شوضعيفة بتصفّي حتى جناحا الأبيض الجبّار بيصفّي سجن ما بيتركا خطوةْ مشي تكفّي *** ما أضعفو وشو كان فوق السّما كلشي إلو ما أبشعو وشو كان من قبل ما يوقع حلو بحّار بيطفّي ع منقار الضحيّة نار غليونو وتاني ع مشيو بيضْحك وبيقلّد جنونو *** متلك أمير الغيم هالشاعر وسط العواصف ما سأل عن شي لكن ع هالأرض انتفى حولو الضحك داير وجْوانحو ال قدّ السما عم تمنعو يمشي ***

الجمعة، أيلول ٢٣، ٢٠٠٥

من وحي أشعار أطفالي

هي مقاطع صغتها من كلمات وعبارات قالوها وأبدعوها.. طبعاً، أطفالي لا يكتبون الشعر، ولا يعرفون حتى كلمة الشعر، ولكن بين الفينة والأخرى يقولونه دون أن يدركوا ذلك: - أمي - ع شغلك روحي يا إمي أنا كبرت وصرت بعرف بَعِدْ مَ تخلّصي شغلك أكيد بترجعي إمي *** - جدّو - يَ بيّي جدّي في عندو شجر زيتون وصنوبر إلو الوردات والتلة يَ مَ حْلى عيشتو جدّو *** - مرجوحة - شفت ببنامي مرجوحة وأنا مَ تْمرجح وغنّي إجا بيّي دفشني شوي لجنب الغيمة وصّلني
***

الجمعة، أيلول ١٦، ٢٠٠٥

بين الشعر والغناء

هل يمتلك الشعر العامي من الأدوات ما يمكّنه من الوصول إلى تقديم مادة ثقافية شعرية ركيزتها الأولى هي الصورة والتعبير؟ أم أنه سيظل مراوحاً في منطقة الفن الشعبي المرتبط تحديداً
بالموسيقى المباشرة، بالشكل المعروف الذي يحض على الغناء والطرب؟؟ بداية، للموضوع شقان: الشق الأول هو موضوع المزاوجة بين الشعر (المحكي في حالتنا)
والموسيقى بأوزانها وإيقاعاتها الناظمة للحروف والقوافي والكلمات، والتي تتبع أوزاناً
عروضية تختلف في صرامتها بين التفعيلات المجزأة والبحور الشعرية المعروفة. الشق الثاني، حول قدرة اللهجة المحكية، وبغرار الفصحى، على تكوين مادة شعرية جديدة لا ترتبط شرطاً بالموسيقى المباشرة. في الشق الأول، اسمحوا لي أن أبدي دهشتي من هذا التطرف الذي أراه من بعض شعراء
الحداثة إزاء مزاوجة الشعر بالموسيقى التقليدية، تلك التي تتطلب من صائغ الكلمات أن
يضعها في قالب من الصنعة موزون ومقفّى. ودهشتي لا تتأتى من إيماني بضرورة وجود هذه
المزاوجة، بل من ثقتي بأن الجيد من الشعر يمكنه أن يأخذ أي قالب، سواء ارتبط هذا الشعر
بالتفعيلة والوزن أم تحرر منها
طبعاً، لا أتحدث هنا عن أشعار هي في النهاية صف كلمات بشكل رياضي تخرج علينا في
النهاية بشكل قصيدة، وهي أبعد ما تكون عن الشعر. لاحظوا معي أن صف الكلمات بشكل حر
فيما يشبه القصيدة الحديثة وارد أيضاً. العبرة إذاً ليست في الشكل، بل في المضمون. في الشعر المحكي، كما في الشعر بالفصحى، هناك قصائد مغناة تذوب رقة وانسياباً، وتقدم
مادة شهية للفكر بالرغم من ارتباطها الوثيق بالوزن، لا بل حتى بالتفعيلة العروضية، ولعل التجربة المصرية في هذا المجال هي الأقوى والأبرز. كمثال على هذه القصائد، سأضع مقطعاً من قصيدة للشاعر مجدي نجيب من ديوان صهد الشتا: مركب ورق .. خدني معاه .. طفت ف قلق وشربت آخر الليل عرق ورجعت كلمه ف وش دنيا من نحاس صدّت عليا بسمتي برضك أنا ..؟! لكن خسرت الريح وصاحبي و القمر وخسرت حتى حسرتي كما نلاحظ، فالشعر هنا يلتزم بالتفعيلة (مستفعلن)، ويلتزم بالقافية، ولكن هيهات أن تكون هذه الأبيات مجرد صف كلمات أو مجرد دعوة تقليدية للطرب بطرقه التقليدية المعروفة. بل ربما من الطريف هنا أن أذكر أن أشهر الأغاني المسلوقة التي نعرفها، والتي وضعها
كتاب للأغاني لا يمتون للشعر بصلة، لا تلتزم في حقيقة الأمر إلا بقافية مصطنعة، وأوزانها
مكسورة تماماً، وتعتمد في تلحينها على مطمطة بعض الحروف والمقاطع، وهذه عموماً
أغنيات وكلمات لا تعمر طويلاً. في المقابل، بقيت في ذاكرتنا جميعاً أغنيات كتبها شعراء ممتازون كرائعة ميشال طراد
( رح حلفك بالغصن يا عصفور) ، والتي غناها كما هو معروف الرائع وديع الصافي، وهي
قصيدة موزونة، تتبع مجتزئات بحر الرجز أيضاً.)تجدون على هذا الرابط تحليلاً ممتازاً لهذه
الأغنية من جهة البناء الشعري والموسيقي) نصل الآن إلى الشق الثاني: هل ارتباط القصيدة المحكية بالموسيقى إلزامي لهذا الحد؟ وهل خلا ديوان العامية من تجارب
تركّز على الفكرة والصورة والموسيقى الداخلية، ولو على حساب الموسيقى التقليدية بما تتطلبه
من التزام بالوزن والقافية. أعود إلى كنز مجدي نجيب، فأضع بين يديكم هذه الكلمات: حبلوا ف سابع يوم .. مش تاسع شهر وف كل جنازه .. اتلموا جنب الميت .. ولا شاوروا ف يوم ع البطن يمكن كانت بنت ..؟؟ لأ .. كان واد .. كان عيّل عمره ما راح الكُتاب لكن بيموت م الحرف حبلوا ف سابع يوم .. مش تاسع شهر؟؟ ولا شاوروا ف يوم ع البطن يمكن كانت ليله ف حضن القهر الخوف عيّل ولدوه الرجّاله ؟؟ إزاي ..؟ ماعرفش هل يستطيع أحد أن يدّعي أن هذه الصور الرائعة قد خضعت لقيود الوزن والقافية؟؟ أليس
العكس هو الأصح؟؟ وأن الإحساس بالوزن، وورود القافية جاءا فقط في المكان الذي لا يحول
دون إظهار الصورة؟؟ من تجربتي القصيرة والمتواضعة، لاحظت أمراً نغّص عليّ فرحتي القصيرة ببعض النصوص
التي كتبتها (وهي عموماً باللهجة المحكية)، هذا الأمر هو أنني لم أستطع أن أصوغها في لغة
أخرى دون أن أفقدها ما لا يقل عن خمسين بالمئة من قربها من الشعر!! أذكر أني قرأت يوماً أن مسألة الترجمة هذه كانت من العوامل التي حفزت بعض شعراء الحداثة
على الخروج من سطوة اللغة، والتركيز على بدائل أشد ثباتاً. منذ وقت ليس بطويل، قرأت بعض أشعار أدونيس باللغات الثلاث، ولا أعلم إن كان هو أم آخرون
من قاموا بالترجمة، ولكن النصوص كانت كلها تفيض شعراً، والمثير للدهشة أكثر أن الترجمة
كانت شبه حرفية!!! أعتقد أن جزءاً من هذا التناقض بين الشعر والغناء هو مع الموسيقى، ومع الغناء تحديداً، قبل أن يكون مع الشعر، فالغناء العربي لم يخرج بعد من قوقعة المطرب والكورس، المغني
والمرددين، وهذا ما يخلق دعوة دائمة إلى صوغ قصيدة تستجدي هذا الأسلوب. يقال أن سيد درويش كان يلحّن مقالات الجرائد، ولا أظن أن الأذن تنتبه إلى أن أغنية المحبة التي شدت بها فيروز هي نثر صرف كما هو معروف. فهل هذا العناق المؤجل بين الشعر (بصرف النظر عن لغته) وبين الغناء، هو في النهاية رهن لتطور الذوق الغنائي والموسيقي، وظهور أشكال جديدة ثورية ترفضها حتى الآن الأذن العربية؟ وددت أن أنوّه في هذا الصدد إلى تجربة فريدة وجميلة لم أكن على اطلاع كاف عليها لولا أن
شاهدت صدفة بالأمس ريبورتاجا ً مطوّلاً عنه، ثم بحثت في الانترنت، فوجدت ما أدهشني ولربما

الثلاثاء، أيلول ١٣، ٢٠٠٥

رقص

مو معصمك لأ شي إله من السِّكِر دودَخ م َ يترنَّح وِعَ إصبعو راسي مَ يتمرجح ناطر أنا ت كفّك يزتِّ الزّهر يا بترفعيني ع السما يا بتشلحيني ع الجمر *** حبّة مسك خلّيني سرسب من دفا جيدك ع كتفك ع الصدر يرميني نهدك ع الخصر.. عجِّل هدّي ع تلّ من السّحِر إحتار لو كمِّل إحتار لو إرجع قضِّي مع "الضُم ضُم" شي برمة خصر أوّل ما ينقر "تك" إتلاشى *** إبهام إجرِك يرسم مواج البحر ويهيم باللوحة تتمايلي تصطف ع زنودك طيور مشكّلة تشرب عرق جسمك خمر *** بين الندى والليل في صحبة عمر شو تمشوروا بشعرك سوا جنّ الشعر لزّق ع خدّك بوّسو وانسلّ ع الشفّة خصلات بدّون يلحقوا مهبّ الهوى وخصلات بيحبوا الأسِر

السبت، أيلول ١٠، ٢٠٠٥

بعد الصخر

بعْد الصّخِر بكتير.. ودّاني درب جرْوَح بَطِن كفّو الدّهِر غِلّيت بالغاب وتهت..
* * *
مشِّي معي، بوغْنان، ت نحوِّش عِطِر ت نعفِّر الدوّام، نشويه المسا نحنا ومَ نطحن ذاكِرة للريح، ونْحمِّص ع هالصّوبا شِعِر
* * *
نَفْنَفْ على كْتافي الشِّتي خشخش تحت إجري الوَرَق عربش على تميّ العسل غطّ الحجل يشرب نَبِع كفيّ
* * * واوي ورا الدّيسة نبق
حََرْكَش ت قفّطّني
هرِّ الورد منِّي
هجّ الحجل عنِّي
زمّو
و
و
و
و
ر
فيّقِني
* * *
لأ مو حلم
وقِّف ت نحكي شويّ
قِد لو حلم
شو وصّلا
يا صاحبي
ع جيبتي
هالكمشِةِ قْرون جْدَيّ
====
غليت: دخلت
نفنف: هطول المطر الخفيف
بوغنان: زهر بري
نحوِّش: أي نقطف أو نجمع
الدوام: وهو ثمر البلوط، وهو لذيذ الطعم في جزئه المتصل بالشجر، وباقيه مر، وغالباً ما يؤكل مشوياً لتزول مرورته
الصوبا: المدفأة وسط الغرفة أيام الشتاء، وغالباً ما تعمل على المازوت
خشخش: أصدر صوتا كصوت الحبيبات ضمن الوعاء
عربش: تسلّق
غط: هبط، وتقال عن الطائر
واوي: وهو الثعلب
الديسة: شجر شوكي بري
نبق: ظهر بغتة
حركش: أصدر ضوضاء
تَ: حتى
قفطني: أي باغتني، أصابني بالذعر أو بالمفاجأة
هرّ: سقط
هج: رحل
قِد: ابتدائية في لهجة المنطقة
كمشة: قبضة أو كمية صغيرة
قرون جدي: نبات بري من البقوليات، صغيرالحجم، ينمو بجانب الصخور في الأماكن الظليلة والرطبة

الجمعة، أيلول ٠٩، ٢٠٠٥

هدّي يا هالإيام

هدّي يا هالإيام... لا تركضي فيّي خايف لَ شمسي تنام... ما تشرق عليّي هدّي ت قضّي نهاري عم غنّي هدّي ت خلّي مسكني جنة هدّي ت ترويني حبيبتي وترتوي مني هدّي ت شوف زغيري عم يكبر هدّي ت ضمّو وبوّسو أكتر هدّي ت إرجع بالعمر متلو صبي زغيّر هدّي ت مرّ نهار ع إمي طعمةّ عروس السكّر بتمّي هدّي ت حوّش من حضن ورداتا شي ضمّة هدّي ت ستّي تكمّل القصّة بين الحرف والحرف في غصّة هدّي ت أعرف جدّي يوم الغاب شو وصّى هدّي ت زور الصخرة مع بيّي عرِّج ع درب حجارو مدريّة إركع ت كفّو تعطِّر الوردات حِنِّيّة هدّي يا هالإيام... لا تركضي فيّي خايف لَ شمسي تنام... ما تشرق عليّي

الثلاثاء، أيلول ٠٦، ٢٠٠٥

زمقاع

الصورة استعرتها مع الشكر من موضوع جميل هنا والزمقاع هو حشرة الزيز قصة الزمقاع معنا، نحن الصبية، كانت مؤلمة، فهو حشرة رائعة الجمال ذات رأس ذهبي، كنا نسرقه من الشمس ونضعه في علبة كبريت، ثم نعلقه من رقبته بخيط ونتركه يطير لنستمتع به، إلى أن يموت بعد قليل - مع الأسف الشديد -ذلك الصبي يمارس عليّ اليوم نفس الهواية الشيطانية مسلوخ عن حلمي فقت كل اللي علّق بالدّبِق زِمْقاع بعد الشمس والفيّ والنسمات عصّوا دهب راسو ببرد علبة وبخيط علّق رقبتو بإيدو الطفل لعبة كلاّ عصر يمكن شي كمشة ليل وبيسكت جناحو الورق وبيزعل عليه الصبي وبينام وبيحلم

الاثنين، أيلول ٠٥، ٢٠٠٥

رحيل

غزّ العَلَم بالتلج، ما ارتجّ الضّجَر
مرّه بعد مرّه انقهَر
لفّ الهوى بْكوفيِّتو الحمرا
نشّب ع عين الشمس بجناحو الشمِع
والبيّ شردق بالدمع
======
غزّ: غرز
نشَّب: طار كالسهم
شردق أو تشردق: عندما تدخل اللقمة (أو الدمعة) خطأً في مجرى التنفس

الأحد، أيلول ٠٤، ٢٠٠٥

قضوضة الزعتر

نص السما رْمادي نص السما أبيض والورق مالو عرْق يرقص دواير ع الشجر، ميّت وبْسينه جوّاتو جوّه الرسم قاعد صبي براسين غافي بفيّ التين تمّو مجلغم من أتر قضّوضة الزعتر تارك لبكره أطيب القضمات فاق الصبي سمسم ع إجر بسينتو اللي فوق والريح طفشت بالخبز والمشهد تشربك والمشهد تحرّك
=====
عرق الورقة هو الساق الذي يصلها بالغصن
بسينة: قطة
تمّو: فمه
مجلغم: متسخ أو ملطخ بشكل فوضوي
قضوضة: صندويشة ... أو الشاطر والمشطور..الخ
الزعتر: هو نبات بري يصنع منه بخلطه مع السمسم والسماق، ثم يرش ضمن القضوضة، ليأكله الأولاد بعد دهن الخبز بزيت الزيتون
تشربك: اختلط

هروب غير موفق

أنا رايح لا تشتقلي لا تغمزلي لا تغريني بقوافي ما إلا شغلة ولا عملة خلص ما عد بقى في شي خرج ينقال لشو يا حرفي تتلغبص بهالموّال كلام الإنس مو شغلي كلام الجن أهين لي إذا الركبان ما بقّوا إلك معنى لشو المعنى كلام الغيب أهين لي كلام بيرسم الكلمة بألف معنى وبلا معنى