الخميس، نيسان ١٣، ٢٠٠٦

لقمتان لا أكثر

يتوقف عالمي اليوميُّ الاعتيادي جداً، كي تغرف أصابعي عبقاً طفولياً طافحاً،
وتتاخم شفاهي أغنياتٍ تلتها أعينٌ في زرقة الأحلام.
هاهي الشمس تخترق مطر اللحظة، لتسكب فوق جلدي حكايا جدّتي العمياء،
ولتطلق السماء آخر توجعات مخاض قوس قزح. تتوافد الأصوات شاردةً إلى
الصالة الباذخة، ويعلن المساء المداري بدء طقوس عرس ابن آوى. ينتهي العرس، تتقلّص المدينة، أشعر بضيق المكان، أتصبب عرقاً بارداً.
تختفي الحافلات بغموضٍ على جسور لا إرادتي. وتحت اصطكاك أسناني،
تتهاوى المباني الشاهقة. ترتعد فرائص الأفق، لتنتعظ خلف الخوف جبال
من الصخور البيض. تبتلع الشوارع العريضة مراكب الرحيل، وتستل من
جوف الحوت المنتحر مركبها الأخير. يتضاءل المركب ليصبح صحناً خشبياً من الشرق البعيد، وإلى جانبه، تنظر
بسخرية إلى وجهي الذاهلِ لصاقةُ الثمن الباهظ على قطرميز الزيتون المستورد.
أتناول لقمتين لا أكثر، ثم أعود بسرعة إلى حافلتي الصباحية.

ليست هناك تعليقات: