وذاك وجه محاربٍ تَعِبٍ
يتّكئ على ترسٍ من قصائدَ منّمقةٍ
وتلك فتاةٌ قصّت شعرها الغجريَّ
حداداً على حبٍّ لم ترهْ
وذاك نمرٌ مرقّطٌ قد فارق الجَمال والفرائس
يمرُّ مسافرون يحلمون بالثراء والخلود
أتابع رحلتي
ثمّة أطفال يتحلّقون حول قدْرٍ
وأمٌّ تحرِّك حجارة الانتظار
في بقعةٍ تغزوها الزرقة شيئاً فشيئاً
يتلاشى تنّينٌ بسرعة انطفاء الطفولة
أخفض رأسي، وأنظر إلى الوشم على ظاهر يد أبي تهزّ كتفي في عتبٍ
أرفع رأسي إلى ذلك الوجه المغضّن يفترّ عن جملة تقريرية جديدة:
هيّا بنا نتابع دفن البذور
ستمطر هذه الليلة!!
الجمعة، آذار ٣١، ٢٠٠٦
الأربعاء، آذار ٢٩، ٢٠٠٦
كيف تاخدني المدينة
وبضيع.. وبلاقي
إيام ت دوبل الزحمة والضجر، وصفوف سيارات ما بتخلص
بفوت بأزقة مالا وجه، نسيوها عمّال الطرق، وماكتبوا، ولا بمطرح، كيف تاخدني المدينة، ولا كيف رح إرجع
طلعة بعد نزلة، نزلة بعد طلعة، وبخاف وقّف إسأل شي حدا
بتخوّف وجوه المدينة، وال ما بتعرفو بيخوّفك أكتر
إيام كنت ضيع، دور.. دور.. دور
وإرجع بعد الوقت والخوف والحيرة.. لاقي حالي واقف من جديد.. بنفس هديك الزحمة وبنفس الضجر وبنفس صف السيارات اللي لا خلص، ولا بعمره رح يخلص
وإيام، متل الكذب، بعد شوي، بعد كتير، لاقي طريق جديد، أحسن ألف مرّة
وقول: معقول؟؟
صرلي عمر مو منتبه، صرلا عمر مستعبدتني هالدرب، بستنّى لو تستنّى، وبروح إذا بتروح
وكلما تقرّر تعبّي صالونا زوّار المسا، إنطر أنا دوري، وبيجوز عمره ما يجي
هون بهالنفق، ما فيّي دوبل ع حدا
بيجوز كون شايف، وبيجوز غيري لأ
بعد النفق في ضوّ، بستنّى
بتذكّر بمرّة
طوّل كتير النفق، وقصروا خيطان الصبر
ومع إنو كان العتم أكتر، وسامع صْوات ومو شايف حدا
طلعت!!!
زعق حدّي الموت
ما فهمت شو صار، لكني بتذكر أكيد
إني بعد بشوي..
لاقيت حالي بمطرحي
م تْحمّم بضوّ الحياة
الثلاثاء، آذار ٢٨، ٢٠٠٦
من شيخ البحر إلى سندباد
قصيدة Remarks to Sindbad from the Old Man of the Sea
للشاعر العراقي سركون بولص
تجدون هنا القصيدة بالانجليزية
وهذه قراءتي-ترجمتي لها:
شو!! لحّقِتْ تتعب؟
انسى البحر
لا عاد تحلم بالسفن، لا عاد تحلم بالتجارة، آخر الرحلة أنا
هيكي متل ما أوّل الرحلة كنت
كل الدروب اللي كنت تقطعها راصفها أنا
وبتشتكي؟!!
ما أتقلك - بتقول - ع كتافي!!
هادا لإني فوق تقلي حامل تقال الدّهِرْ
ومالي حدا غيرك ت يحملني بهالرحلة ما بين الليل ونهاري
بعرف رح تجرِّب إنِتْ، مرة بعد مرة، الهرب
ببنامك تكسّرلي راسي بالصّخر
ع جثتي ترقص سِكِرْ
لكن إذا بعدين شي مرّة فتت وحدك ع هالغابات
ما في حدا إلا العتم م يحاوطك
وبكل همسة، تلتقي حيايا وفحيح وسمّ وفخاخ ورعب
يصفوا مصيرك وين ما بتروح
لا تجرب بمرة الهرب
انسى البحر
لا عاد تحلم بالسفن
لا عاد تحلم بالتجارة، اليوم عقدة انتظاري فكفكت
من هلّق وطالع، ع ضهرك احملني
مشي ت نستكشف سوا يا سندبادي هالجزيرة
إنت وأنا
كإننا واحد
الثلاثاء، آذار ٢١، ٢٠٠٦
ضَلّوا اسْكَروا
ضَلّوا اسْكَروا، كِلِّ الوَقِتْ
وَحْدو السِّكِرْ، فيهِ الْجوابِ السَّرْمدي
ت تْبطِّلوا تحسّوا بأوْزارِ الدّهِر
عَ كْتافكون
مَ تْشِدّكون صوْبِ الأَرِضْ
ضلّوا اسْكروا كِلِّ الوَقِتْ
هَلَّقْ بِشو رَحْ تِسْكروا
بالخمر أو بالشِّعْر أو بالفضيلة، قَرِّروا
عَ كيْفكون بسِّ اسْكروا
ضلّوا اسكروا
حتى الْ إذا بتْفيقوا بِمْدارِجْ قَصِرْ
أو عَ الْعِشِبْ أخْضرْ عَ ضِفِّةْ شي نَهِرْ
يَمّا بْغِرْفة عَتًّما طول القَهِرْ
لمّا السِّكر
بيكون قَرَّبْ ينْطِفي
لوْ تِسْألوا للرّيْح، للْموجات، لنْجوم السَّما، للطّير، للسّاعة
لَكِلْشي عَمْ يمْشي، عَمِ يْغنّي، عَمِ يْرتِّل شِعِرْ
لو تِسْألوا شو صارِتِ السّاعة؟
رَحْ تِسْمعوا هالرِّيح، هالموجات، ونجوم السما، والطير والساعة
م تقلِّكون صارِ الوَقِتْ وَقْتِ السِّكِر
قوموا اسكَروا، لا تْقَصِّروا
بالخمر أو بالشعر أو بالفضيلة قَرِّروا
ع كيفكون، بسِّ اسْكروا
ضلّوا اسْكروا
مقتبسة من قصيدة نثرية للشاعر العظيم بودلير
الجمعة، آذار ١٠، ٢٠٠٦
خلي القلب صافي
متعكّر خيالي وعمِ يْصفِّط صور
مدري القلب تعبان أو حسِّ بْخطر
شفت السمك طافي ع وجّ الميّ
شفت الشجر عريان مالو فيّ
وديان عم تبكي
وِحْقول عم تشكي
والغيم ضانن بالمطر
دقّوا نواقيس الخطر
صحّوا البشر.. صحّوا البشر
مفزوع من نومي فقت
شبّاك لهمومي فتحت
شفت السما هيّي السما
وغيوم بيضا ترسما
وسْهول خضرا، والنّهِر
غنيّة فجّرها الصخر
وِصْوات عم تنده:
خلي القلب صافي ... خلي السما زرقا
هالكوكب الدافي ... بالحب رح يبقى
خلي القلب صافي ... خلي السما زرقا
هالكوكب الدافي ... بالحب رح يبقى
الخميس، آذار ٠٩، ٢٠٠٦
حتى أنا بتعب
حتى أنا بتعب
بيجوز ما بتتصوّرا
معقولة تزهق إمّ من طفلا الرضيع
وتملّ من ورد السهل شمس الربيع
لكن أنا
لا إمّك ولا شمسك ولا حروف شرشرتا الكتب
ماني خيال الشاعر بيشطح كذب
ت بدمّي بتشكّل صور
وبهمّي بتخبّي قمر
حاجي بقى
تهرب من عيون الشقا
وتشدّ آلامي وتر
متلك أنا
في همّ سارق فرحتي
في غيم حابس بسمتي
تعبانة من ركض المدى
بحلم معك، وبفيق ما بلاقي حدا
الأربعاء، آذار ٠٨، ٢٠٠٦
الضجر
يا صاحبي
يا بو الجدايل سود وسنان الدهب
شو رجّعك
لاطي كِنِتْ ع بْواب كلّخْها التّعب
فايت مِتِل دود الخشب
تَ تْفَتْفِتِ بنامي الهني
تِرْخي خريفك ع الدِّني
بتذكّرك
من أوَّلِ حْكاية ولد
ربَّط حَبِلْ عِمْره بْوَتَد
حارة بعد حارة مشي
مدري غشي مدري شرد
فتّح عيونو ع الصِّبِحْ
لاقى الصِّبِحْ غير الصِّبِحْ
وِفْراشو برّات البلدْ
بتذكّرك
تتمسخر عليّي ع هبّات الفرح
كلما بْكَهِفْ أحزاني شي ضوِّ انْفتح
حتى الإجت ساعة صحو
غفّيتك وصبحي انجلى
جنِّ الحلا
صاروا الليالي شموع وعطور وقمر
حنّ القدر
فكّرتك الماضي صِرِتْ
شو رجّعك
هلّق ما فيّي اتحمّلك
ما عادت القصّة أنا
إنت وأنا
صار في ضنا
هالمرّة ما بتقبّلك
بدّك ع شرياني وكياني تفتري
يا بموت يمّا بقتلك
الثلاثاء، آذار ٠٧، ٢٠٠٦
ضيّعوا الورقة
يا إمي ضيَّعوا الْورقة
نِسوني وْجَدَّدوا الفِرْقة
مِتِلْ عِمْنَوِّلِ بْقِلِِّك
لَسِنْة الْجايي رَح نِبْقى
* * *
يا إِمِّي ضَيَّعوا الطَّاسة
عَ صَحْنون دَحْرجوا راسي
أنا الْما عْصيتِكِ وْيمكن
عَ قَدِّ مْحَبِّتِي عاصي
* * *
يا إِمِّي مو ذَنِبْ عيني
مَوَاسِمْ بينِكِ وْبَيْني
إذا بْتِتْمرِّي بِكْفوفِكْ
أَكيدِ بْتَعْرِفي وَيْني
* * *
ما فيِّيْ سَكِّتِ عْروقي
قَصَبْ أنّاتو عَ شْروقي
صدى الرّاجِعْ خَنَقْ صَوْتي
تَلِج بيْشَعِّلِ حْروقي
* * *
يا إمِّي لا دَهِر باقي
وَلا بيِخْلّدوا وْراقي
دَرُوا الغِرْبان بَحْصاتي
وْطَريقِ الرَّجْعة لو لاقي
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)